شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل) في ذكر ما قيل في صفاته تعالى

صفحة 372 - الجزء 1

  وأيضاً فإنهم حرفوا كثيراً من الألفاظ التي لا فرق بين معانيها لا لغة ولا عرفاً نحو الأمر والشيء والزائد والغير والقدم والأزل والحدوث والتجدد وأشباه ذلك مما توصلوا بتحريفهم لمعانيه المعقولة إلى أن يعبروا به عما لا يعقل مع كونهم غير مفوضين ولا حكماء ولا معصومين.

  وأيضاً فإنهم وافقوا بقولهم إن صفات الله أمور زائدة على ذاته تعالى قول من قال: صفات الله أشياء غير ذاته لعدم الفرق بين الأمر والشيء والزائد والغير.

  وأيضاً فإنه لم يسمع من النبي ÷ ولا الصحابة ولا التابعين ولا أئمة أهل البيت $ شيء من ذلك بل قال ÷: ......... (⁣١) .........

  وقال علي #: «باينهم بصفته رباً، كما باينوه بحدوثهم خلقاً، فمن وصفه فقد شبهه ومن لم يصفه فقد نفاه، وصفته أنه سميع ولا صفة لسمعه».

  وقوله: «وكمال الإخلاص له نفي الصفات عنه بشهادة كل صفة أنها غير الموصوف، وشهادة كل موصوف أنه غير الصفة فمن وصف الله سبحانه فقد قرنه، ومن قرنه فقد ثناه، ومن ثناه فقد جزأه، ومن جزأه فقد جهله».

  وقوله: «ومن وصفه فقد حده، ومن حده فقد عده، ومن عده فقد أبطل أزله».

  وقال #: «لا تقع الأوهام له على صفة، ولا تعقد القلوب منه على كيفية».

  قلت: قوله #: من وصفه فقد قرنه يريد من أثبت له صفة غير حقيقة ذاته بأن جعلها أمراً زائداً على الذات أو معنى كصفة المخلوق.

  وقوله #: ومن لم يصفه فقد نفاه يعني من لم يُضِف إليه هذه الصفات من كونه قادراً عالماً سميعاً بصيراً أو لم يسمه بها فقد نفاه أي: جهله ومعنى إضافتها إليه كإضافة الوجه والنفس إليه سبحانه وتعالى في قوله تعالى: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ}⁣[القصص: ٨٨]، وقوله تعالى: {تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي


(١) بياض في الأصل إلى قوله: وقال علي #.