(فصل) في ذكر ما قيل في صفاته تعالى
  نَفْسِكَ}[المائدة: ١١٦]، وكذلك ذاته تعالى المراد بذلك كله هو هو لا غيره تعالى، لا يدرك بالحواس ولا يقاس بالناس.
  وقال ابنه الحسن # في جوابه لابن الأزرق الذي حكاه الحاكم في السفينة: «أصف إلهي بما وصف به نفسه وأعرفه بما عرَّف به نفسه، لا يدرك بالحواس، ولا يقاس بالناس».
  وقال القاسم بن إبراهيم # في جواب مسائل الطبريين: «فهذه صفته تبارك وتعالى في الإِنيّة والذات ليست فيه ﷻ بمختلفة ولا ذات أشتات، ولو كانت فيه مختلفة لكان اثنين أو أكثر في الدرك والعدة وإنما صفته سبحانه هو».
  وقال ابنه محمد # في كتاب الأصول: «وصفته لذاته هو قولنا لنفسه: نريد بذلك حقيقة وجوده».
  وقال الهادي #: «ولا نقول إن ثَمَّ صفة وموصوفاً، ولا أن شيئاً سوى الله عند ذوي العقول مجهولاً ولا معروفاً».
  وأما صفات العالم فنستغني أيضاً بما ذكره السيد حميدان # حيث قال: «مذهب أئمة أهل البيت $ فيها أنها هي الأعراض الحالَّة في الأجسام وأنه لا يصح العلم بانفراد ذوات العالم عن الأعراض ولا العلم بانفراد الأعراض عن ذوات العالم وأنه لا دليل في العقل ولا في السمع يدل على أن شيئاً سوى الله تعالى ليس بجسم أو صفة جسم لا توجد منفردة عن محل ولأن تسمية الجوهر جوهراً والعرض عرضاً فرع على معرفة الفرق بينهما لأنه لو لم يكن بينهما فرق لم يكن أحدهما بأن يكون جوهراً أولى من الثاني ولا سبيل إلى معرفة الفرق بينهما إلا بعد وجودهما ولا فرق بينهما بعد وجودهما إلا كون الجوهر محلاً وكون العرض حالاً عارضاً حالة وجوده في غيره، ولذلك سمي عرضاً، ولا يعقل وجوده إلا حالاً في غيره، وما لم يعقل وجوده إلا في غيره لم تصح دعوى العلم به منفرداً بدليل أن أحداً لو ادعى مشاهدة ذلك لعلم كذبه ضرورة.