(فصل): في تنزيهه تعالى عن مشابهة غيره
  سليمان وداود الجواربي أن الله تعالى جسم وأنه لحم ودم وله جوارح من يد ورجل ورأس ولسان، وقالوا مع ذلك: إنه لا يشبه الأشياء.
  وزعم الجواربي أنه أجوف من فمه إلى صدره، وأنه مصمت فيما عدا ذلك.
  الثانية: حكى أبو القاسم أيضاً عن هشام بن الحكم وجميع فرق الرافضة أن الله تعالى جسم ذو أبعاض وله قدر من المقادير.
  وحكى الجاحظ عن إبراهيم النظام أن هشاماً قال في التشبيه في سنة واحدة بأقاويل خمسة عزم في آخرها على أن الله تعالى بشبر نفسه سبعة أشبار، وزعم أن ذاته تعالى متناهية؛ لأنها جسم.
  الثالثة: حكى أبو القاسم الكعبي عن طوائف من المشبهة أن الله تعالى في مكان دونه مكان، وأنه يجوز عليه النزول والمشي والانتقال، وزعم ابن كلَّاب أنه فوق العرش وليس حاصلاً في مكان.
  الرابعة: حكى هو عن أقوام أن الله تعالى جسم وليس طويلاً ولا عريضاً، ولا يجوز عليه ما يجوز على الأجسام من الانتقال والكون في الأماكن، وإنما يسمونه جسماً لأنه مستقل بذاته.
  قلت: وقد أشار الإما م # إلى هذه الأقوال حيث قال:
  وقال: (هشام(١) بن الحكم، و) هشام ..........................................
(١) هشام بن الحكم مولى كندة، عاصر الصادق #، ولد بالكوفة ونشأ بواسط وتحول إلى بغداد ثم تحول منها إلى الكوفة وبها مات، كان من رجال العباسية فكان منقطعاً إلى يحيى بن خالد البرمكي والقيم بمجالس كلامه، وكان من تلامذة أبي شاكر الديصاني الزنديق، وكان يقول بالتشبيه، وهو أحد مؤسسي الإمامة عند الإمامية، قال الإمام عبدالله بن حمزة # في العقد الثمين: ورجال الإمامية المؤسسين للكلام في الإمامة هشام بن الحكم وهشام بن سالم وكانا يقولان بالتشبيه، ذكره الحاكم ¦ في كتابه المسمى شرح العيون، وذكره الشيخ العالم الدين أبو الحسن علي بن الحسين بن محمد الزيدي شاه سريجان في المحيط بالإمامة. انتهى. وفي كتاب الإيضاح شرح المصباح: وقد صنف هشام بن الحكم كتاباً في أعضاء الرب سماه (كتاب =