شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): في تنزيهه تعالى عن مشابهة غيره

صفحة 406 - الجزء 1

  والأرض مالك له.

  وكذلك تأويل: {إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ ١٢ إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ ١٣}⁣[البروج]، و {يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى}⁣[الدخان: ١٦]، ولا تتوهم أن القبضة والبطش من الله سبحانه على ما يعرف من الآدميين ببنان ولا كف، وكذلك لا تتوهم أن الكرسي ذو قوائم ووسط وطرف.

  ألا تسمع كيف يقول سبحانه: {وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ}⁣[هود: ٧]، تأويل ذلك: وكان ملكه على الماء كما كان عرشه الذي هو ملكه بعد خلقه للسماء على السماء وكذلك ذكر أن كرسيه قد وسع السماوات والأرض كلها ولم يذكر أنه جعل الكرسي موضعاً لها بل ذكر أنها كلها فيه، ولم يذكر أنه فيها فكان ذلك من الدلالة على أن الحفظ والملك هو الكرسي بعينه لا ما توهم من عمي عن تنزيل الله في ذلك وتبيينه» انتهى ما ذكره # بلفظه.

  وقال الهادي # في تفسير الكرسي والعرش من كلام له طويل فيهما رداً على الحشوية المشبهة: «واعلم رحمك الله أن فريقاً من المشبهة كانوا على عهد رسول الله ÷ وعلى عهد علي رحمة الله عليه ... إلى قوله: وقالت فرقة إن الله تعالى ذكره يظهر يوم القيامة ويرى عياناً وأنه يكون يوم القيامة جالساً على العرش ورجلاه على العرش، وأنه يكشف ساقه ويحتجب عن الكفار فلا يرونه، فصغروا الله سبحانه وجل ثناؤه غاية التصغير وجهلوا قول الله: {وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ٣٢}⁣[النور].

  فنقول لهم: أيها القوم إنكم جهلتم الله سبحانه فقد وصف نفسه بغير ما وصفتموه، ونفى عن نفسه ما نسبتم إليه فاسمعوا إلى قولنا وأنصفوا من أنفسكم.

  إلى قوله #: فمما نذكر لكم ونحتج به عليكم ما ذكره الله سبحانه في هذه الآية من قوله: {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ٢٥٥}⁣[البقرة]، فأخبر الله سبحانه أن كرسيه قد وسع السماوات والأرض يريد ø أن هذا الكرسي اشتمل على السماوات السبع فأحاط بأقطارها وكذلك