شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): في تنزيهه تعالى عن مشابهة غيره

صفحة 417 - الجزء 1

  أبيه وهو مستعد للمجيء تارة أخرى للقضاء بين الأموات والأحياء، ونؤمن بروح القدس روح محييه التي تخرج من أبيه وبمعمودية واحدة لغفران الخطايا وبجماعة واحدة قدسية جاثليقية وبقيامة أبداننا إلى أبد الأبدين.

  قال #: فالمعمودية ماء لهم يغسلون به الصبي في اليوم السابع من ولادته رجاء مغفرة الخطايا والجماعة هم الأئمة الذين يقولون بعصمتهم ولهذا وصفوها بأنها قدسية وشرطوها في جملة الإيمان فهذه هي نسخة إيمانهم الذي يعتقدونه ويدينون به وهي دالة على بطلان مقالتهم حيث زعموا أنهما صارا شيئاً واحداً وامتزجا، ألا ترى إلى قولهم: حبل به وولد ثم صعد إلى السماء وجلس عن يمين أبيه، وهذا كله يدل على انفصاله واستقلاله بنفسه فأين هذا عن الاتحاد والامتزاج الذي زعموه. انتهى.

  وقالت (الصوفية: بل اتحد) سبحانه وتعالى عن ذلك (بالبغايا والمردان فصار إياهم) وقد تقدم ذكر مقالتهم أنهم يقولون: إنه تعالى يحل في الصورة الحسنة عشقاً لها ومن جملتها البغايا والمردان الحسان (تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً).

  وممن روي عنه القول بالحلول الحلاج - بالحاء المهملة وآخره جيم - واسمه الحسين بن منصور ظهر في سنة إحدى وثلاثمائة في خلافة المقتدر⁣(⁣١).


(١) هو جعفر بن أحمد المعتضد بن طلحة كنيته أبو الفضل بويع له لثلاث عشرة ليلة خلت من ذي القعدة سنة ٢٩٥ هـ تقلد الأمر وله ثلاث عشرة سنة، ولما تقلد الأمر غلب على أمره النساء والخدم، ولتشاغله باللذات وعكوفه على الشهوات غلبت القرامطة لعنهم الله تعالى على كثير من البلدان، واستولت الباطنية على أعمال الغرب. قتل المقتدر ببغداد يوم الأربعاء لثلاث بقين من شوال سنة عشرين وثلاثمائة في وقعة كانت بينه وبين مؤنس الخادم. وممن قتل في أيامه من أهل البيت (ع) العباس بن إسحاق الذي يقال له: المهلوس من أولاد الحسين بن علي (ع)، وقتل بالسم طاهر بن يحيى من أولاد الحسين (ع)، وكان سيداً فاضلاً عالماً، وقتل الحسن بن محمد بن عبدالله وعبدالله بن محمد بن سليمان بن عبدالله وأحمد بن القاسم بن محمد بن جعفر الصادق وجعفر بن الحسين بن الحسن الأفطس [وغيرهم] قتلوا في أيامه بأيدي ولاته وعماله وأولياء دولته دون من قتل بأسبابهم. (شقاشق الأشجان شرح منظومة عقود المرجان باختصار).