شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): في تنزيهه تعالى عن مشابهة غيره

صفحة 418 - الجزء 1

  فمما روي من كلامه قوله: أنا الحق، وقوله أيضاً: ما في الجبَّة إلا الله، وقوله أيضاً:

  سبحان من أظهر ناسوته ... سِرَّ سنا لاهوته الثاقب

  ثم بدا محتجباً ظاهراً ... في صورة الآكل الشارب

  حتى لقد عاينه خلقه ... كلحظة الحاجب بالحاجب

  وقال: كل من عذب نفسه في الطاعة وصبر عن اللذة والشهوة وصفى حتى لا يبقى فيه شيء من البشرية حل فيه روح الإله كما حل في عيسى، ولا يريد إذ ذاك شيئاً إلا كان كما أراده، ويكون جملة فعله فعل الله.

  وتبعه على ذلك كثير فخاف المقتدر فتنته فعرض حاله على الفقهاء فأفتى بقتله خمسة وثمانون فقيهاً فأمر بضربه فضرب مائة سوط وقطعت أطرافه وصلب وأحرق وذري رماده في دجلة وادعى أصحابه أنه سيرجع وادعى بعضهم أنه لم يقتل ولم يصلب وإنما ألقي شبهه حال القتل والصلب كعيسى #.

  وممن كان يقول بالحلول المقنع الخراساني واسمه عطاء وكان أعور فادعى الربوبية في قومه فبايعوه وقالوا بقوله، وكان يعرف شيئاً من السحر وأصل معتقده الحلول والتناسخ، وزعم أن الله تعالى عن ذلك حل في آدم ثم في نوح ثم إلى صورة بعد صورة حتى وصل إلى صورة أبي مسلم الخولاني فحل فيها ثم منه إليه فعبده قومه وقاتلوا دونه واتخذ وجهاً من ذهب لئلا يُرى قبح وجهه. وكان ظهوره في خلافة المهتدي⁣(⁣١)


(١) هو محمد بن هارون الواثق بويع له لليلة بقية من رجب سنة ٢٥٥ هـ وفي رجب الخامس عشر منه سنة ٢٥٦ هـ خلعوه وقتلوه بعد وقعة قتل فيها الآلاف من الأتراك وأنصار المهتدي ولى فيها المهتدي منهزماً فأخذه الأتراك وحبسوه ثم داسوا خصيتيه وصفعوه حتى مات، وفي أيامه من أهل البيت قتل في واقعة (بقزوين) الحسين بن محمد بن حمزة بن القاسم بن الحسن بن زيد، وقتل في واقعة بالري يحيى بن علي بن عبدالرحمن بن القاسم بن الحسن وأسر محمد بن الحسن من أولاد زيد بن الحسن وحمل إلى المدينة وتوفي بالصفراء فقطعت رجلاه لأخذ القيود وقتل جعفر بن إسحاق من أولاد الحسين بن علي (ع) قتله سعيد الحاجب بالبصرة، وقتل سعيد الحاجب =