[فرع: والله لا تحله الأعراض]
  خرافات طويلة.
  وقد سبق ذكر مقالة الكرامية من المجبرة بأن الله تعالى محل للمعاني القديمة القائمة بذاته تعالى.
  (و) خلافاً (لمن قال: يجوز عليه) تعالى (البداء)(١) وهم فرقة من الروافض
(١) من تتبع أقوال الإمامية ورواياتهم في البداء يجد اختلافهم في تفسيره فمنهم من يقول بالبداء على الله ø وأنه - تعالى عن ذلك - لا يعلم بالشيء قبل وجوده وهم البدائية [ذكرهم في طرائف المقال ٢/ ٢٢٢] مع أن بعض قدماء الإمامية كهشام بن الحكم كان يقول: إنه تعالى لا يعلم الشيء حتى يكون. روى ذلك الطوسي في كتاب الغيبة. وذكر في كتاب الكافي اختلافهم في علم الله تعالى وفيه: «إن مواليك اختلفوا في العلم فقال بعضهم: لم يزل الله عالماً قبل فعل الأشياء، وقال بعضهم: لا نقول: لم يزل الله عالماً ... إلخ» وغير ذلك. القول الثاني ما ذكره في الشرح عن الشريف المرتضى: إنه النسخ فقط، ففي رسائل الشريف المرتضى ٢٧/ ص ٢ (موجودة ضمن المكتبة الإمامية): «وحملوها محققو أصحابنا على أن المراد بلفظة البداء بها النسخ للشرائع» انتهى. القول الثالث: البداء هو في التكوين، والنسخ في التشريع، فهو غير النسخ، ذكر المجلسي في البحار ٤/ ١٢٦ حاكياً عن السيد الداماد: البداء منزلته في التكوين منزلة النسخ في التشريع. القول الرابع: البداء هو في التكوين والتشريع، فالنسخ من جملة البداء، وهو جمع بين القول الثاني والثالث، فالنسخ معروف، وأما البداء في التكوين فسيظهر من رواياتهم فيه. ولنذكر بعض رواياتهم في البداء في كتاب التوحيد للصدوق ٧٧/ ٤، وفي البحار ٤/ ٩٦ عن رسول الله ÷ قال: إن الله ø أوحى إلى نبي من أنبيائه أن أخبر فلاناً الملك أني متوفيه إلى كذا كذا فأتاه ذلك النبي فأخبره فدعا الله الملك ... إلى قوله: فأوحى الله ø إلى ذلك النبي: أن ائت فلان الملك فأعلمه أني قد أنسيت في أجله وزدت في عمره خمس عشرة سنة، فقال ذلك النبي: يا رب إنك تعلم أني لم أكذب قط فأوحى الله ø إليه: إنما أنت عبد مأمور فأبلغه ذلك والله لا يسأل عما يفعل. انتهى. ومثل ما رواه الطوسي في الغيبة ١/ ٤٢٨، والمجلسي في البحار ٤٢/ ٢٢٣ وغيرهم عن أمير المؤمنين # إلى السبعين بلاء وكان يقول بعد البلاء رخاء ثم رووا عن أبي جعفر # أن الله تعالى كان قد وقت هذا الأمر في السبعين فلما قتل الحسين اشتد غضب الله على أهل الأرض فأخره إلى أربعين ومائة فحدثناكم فأذعتم الحديث وكشفتم قناع السر فأخره الله ... إلخ. وفي غيبة النعماني ١/ ٣٠٣ والبحار للمجلسي ٥٢/ ٢٥٠ عن داود قال: كنا عند أبي جعفر محمد بن علي الرضا # فجرى ذكر السفياني وما جاء في الرواية من أن أمره من المحتوم، فقلت لأبي جعفر #: هل يبدو لله في المحتوم؟ قال: نعم، =