شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): في تنزيهه تعالى عن مشابهة غيره

صفحة 434 - الجزء 1

  انتظرونا أي: تأنوا في مسيركم إلى الجنة منتظرين لنا ({نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ}) [الحديد: ١٣] أي: نستضيء بنوركم فنمشي في ضوئه معكم؛ لأن المؤمنين يسرع بهم إلى الجنة ونورهم يسعى بين أيديهم، والأشقياء في ظلمة شديدة.

  فقوله تعالى: انظرونا (أي: انتظرونا) كما عرفت (و) مثل (قوله تعالى): {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا (وَقُولُوا انْظُرْنَا}⁣[البقرة: ١٠٤]، أي: انتظرنا)، وذلك أن المؤمنين كانوا إذا ألقى عليهم رسول الله ÷ شيئاً من العلم يقولون: راعنا أي: انتظرنا وأمهلنا حتى نتفقه، وكان لليهود كلمة يتسابّون بها وهي راعنا فلما سمعوا من المسلمين راعنا غنموا الفرصة وخاطبوا الرسول بها وعنوا كلمتهم المسبة فنهي المسلمون عنها وأمروا بما في معناها وهو ({انْظُرْنَا}) [البقرة: ١٠٤]، أي: انتظرنا، (وقال الشاعر) وهو حسان بن⁣(⁣١) ثابت:

  (وجوه يوم بدر ناظرات ... إلى الرحمن يأتي بالخلاص)

  أي منتظرة فالنظر في الثلاث الآيات وفي قول الشاعر بمعنى الانتظار، ونحو ذلك كثير.

  (و) أما (الخبر) الذي احتجوا به فهو مع كونه مصادماً لأدلة العقل (مقدوح فيه) أي: قد قدح فيه علماء الحديث وذكروا أنه مكذوب على النبي ÷.

  وذلك أنه روي عن قيس⁣(⁣٢) بن أبي حازم عن جرير⁣(⁣٣) بن عبدالله البجلي، قال


(١) حسان بن ثابت الأنصاري الخزرجي، من فحول الشعراء في الجاهلية والإسلام. مات قبل الأربعين في خلافة علي #، وقيل: سنة خمس وأربعين وله مائة وعشرون سنة، وكان عثمانياً. (لوامع الأنوار للإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي # باختصار).

(٢) قيس بن أبي حازم البجلي الأحمسي الكوفي، من مبغضي الوصي وقد صرح بذلك وكان من أعوان بني أمية وطعن في روايته أئمتنا منهم الأمير الحسين والقاسم بن محمد والسيد مانكديم وغيرهم، توفي سنة ثمان وتسعين، قال إسماعيل بن أبي خالد: كبر حتى جاوز المائة وخرف. (الجداول الصغرى باختصار).

(٣) جرير بن عبد الله البجلي: قدم سنة عشر، مات سنة إحدى وستين. (لوامع الأنوار للإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي # باختصار) وقال الأمير الحسين (ع) في ينابيع النصيحة عند =