شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): في تنزيهه تعالى عن مشابهة غيره

صفحة 437 - الجزء 1

  خالف علياً ولحق بمعاوية، وهدم علي # بيته، والزهري كان في شرطة هشام وروي أنه كان من حرسة خشبة زيد بن علي #، وأبو هريرة قد اتهمه عمر بكثرة الرواية حتى إنه كتب إليه: لتنتهين عن كثرة الرواية عن رسول الله أو لألحقنك بجبال دوس، وقال بعض علماء الحديث: ما كانوا يأخذون من حديث أبي هريرة إلا ما كان عن جنة أو نار وقد تولى المدينة لمعاوية وكان يعزله مرة ويرجعه أخرى. وقال يحيى بن سعيد⁣(⁣١) عن ابن المسيب⁣(⁣٢) قال: كان أبو هريرة إذا أعطاه معاوية سكت فإذا انسل⁣(⁣٣) عنه تكلم، وفيه كلام كثير مشعر بعدم قبول روايته.

  (وإن صح) على سبيل الفرض والتقدير (فمعناه: ستعلمون ربكم) لأن الرؤية تستعمل بمعنى العلم كثيراً، (كقوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ}⁣[الفرقان: ٤٥]،) أي: ألم تعلم (وقوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ}⁣[البقرة: ٢٤٦]، أي: ألم تعلم، و) كذلك (قول الشاعر(⁣٤):

  رأيت الله إذ سمى نزاراً ... وأسكنهم ببكة قاطنينا

  أي: علمته).


(١) يحيى بن سعيد بن قيس بن عمرو أبو سعيد الأنصاري البخاري المدني، قاضي القضاة للدوانيقي، توفي سنة ثلاث وأربعين ومائة. (الجداول الصغرى باختصار).

(٢) سعيد بن المسيب من التابعين قلت: المسيب بضم الميم، وفتح المهملة، وتشديد المثناة التحتية المفتوحة، ثم موحدة، أفاده السيد الإمام في الطبقة الثانية. قال: ابن حزن (بفتح الحاء المهملة، وسكون الزاي، وبالنون) بن أبي وهب القرشي، أبو محمد المخزومي، وذكر أنه ولد لسنتين من خلافة عمر، وأنه جمع بين الفقه، والحديث، والزهد، والعبادة، والورع، وأنه روى عن علي، وابن عباس، وأبي ذر، وجابر ¤ وغيرهم، وعن أنس حديث الطير ... إلى قوله: توفي سنة أربع وتسعين، عن تسع وسبعين. (لوامع الأنوار للإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي # باختصار).

(٣) كذا في الأصل: وفي بعض مصادر التراجم: (أمسك).

(٤) هو: الكميت ستأتي ترجمته.