(فصل): [في استحالة الفناء على الله]
  عن ذلك وخلف الوعد والوعيد وعقاب من لا يستحق العقاب وإثابة من لا يستحق الثواب (فكفروا بذلك) أي: بجهلهم بالله سبحانه، (وسبوا الله سبحانه بنسبتها) أي: الأفعال القبيحة (إليه) تعالى (عمداً) لا خطأً (حيث نبههم علماء العدلية) على خطئهم في اعتقادهم (في كل أوان) وأقاموا لهم الحق بالأدلة الواضحة فكابروا وعاندوا، (فكفروا أيضاً) مرة ثانية (بذلك) الذي ذكرناه من سب الله سبحانه بعد الكفر الأول الذي هو الجهل بالله ø.
  قلت: وقول الإمام #: بما سبق وإنما أخطأوا حيث لم ينتبهوا لذلك اللازم أما حيث لم ينبههم أحد من علماء أهل البيت $ على خطئهم في اعتقادهم ولم يوضح لهم حجة ولا برهاناً على المعتقد الحق فلا شك أنه يصح إطلاق اسم الخطأ عليهم.
  ولكن يقال: هل يعذر من أخطأ في معرفة الله تعالى؟
  وأما إذا وقع التنبيه لهم وإيضاح الحق لهم فلم ينتبهوا ولم يرجعوا عن معتقدهم بل صمموا عليه وحقروا علم من أنكر عليهم، واعتقدوا أنه لم يبلغ من العلم إلى حيث بلغوا ولم يقف منه على ما وقفوا كما قد روي بعض ما وقع من المناظرة بينهم وبين أهل البيت $، من ذلك ما جرى بين واصل بن عطاء وجعفر الصادق #، وكما قد روي عنهم في حق أهل البيت $ من أنهم اشتغلوا بالجهاد عن التحقيق في علم أصول الدين فقنعوا بالجُمَل.
  وليت شعري هل وقف النبي ÷ على ما وقفوا وبلغ في العلم حيث بلغوا فلم لم يعلمه أصحابه وأمته وهو معلم الشرائع والمنبئ عن الله سبحانه بما لا ينبأ غيره عنه تعالى.
  ومن المعلوم أنهم قد علموا من خطب أمير المؤمنين # وأقوال غيره من الأئمة الهادين ما علمه غيرهم واعلم أنه من خالف إجماع أهل البيت # فلا شك في ضلاله وهلاكه لخروجه عن مركب النجاة كما جاء في الحديث النبوي