شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[ذكر فرق النصارى وبعض أقاويلهم والجواب عليهم]

صفحة 461 - الجزء 1

  بالجوهرية ثلاثة بالأقنومية، وأن الاتحاد لعيسى # ما كان من حيث إنه إنسان معين بل إنما وقع الاتحاد بالإنسان الكلي.

  الثانية: اليعقوبية، وهم القائلون بأن الاتحاد إنما كان من حيث الذات حتى قالوا: المسيح جوهر من جوهرين وأقنوم من أقنومين ناسوتي ولاهوتي، وأنهما امتزجا حتى صار منهما شيء ثالث كما تمتزج النار بالفحمة فيصير منهما شيء ثالث وهو الجمرة.

  الثالثة: النسطورية، وهم القائلون بأن الاتحاد إنما كان من جهة المشيئة.

  وقال بعضهم: معنى الاتحاد هو أن الكلمة جعلته هيكلاً وادرعته ادراعاً، ولذلك قالوا: المسيح جوهران أقنومان.

  الرابعة: هؤلاء الأرمنوسية فإنهم زعموا أن عيسى # كان عبداً لله تعالى ورسوله اصطفاه ولكنه اتخذه ابناً له على سبيل التشريف هذا ما ذكره الإمام يحيى # من بيان فرقهم.

  قال: واشتهر على ألسنة المتكلمين أن النصارى يقولون: إن الله واحد بالجوهرية ثلاثة بالأقنومية، فأما وصفهم الله تعالى بالجوهرية فالخلاف فيه معهم ليس إلا من جهة اللفظ لأنهم متفقون على أن الله ليس بمتحيز وأنه تعالى منزه عن المكان والجهة ومعنى وصفه بكونه جوهراً عندهم أنه قائم بنفسه ليس بمفتقر إلى غيره.

  وأما الأقنوم فهو اسم سرياني ومعنى الأقنوم عندهم الشيء المتفرد بالعدد والأقانيم عندهم ثلاثة: أقنوم الأب وهو ذات الباري تعالى، وأقنوم الابن وهو الكلمة، وأقنوم روح القدس وهو الحياة، وقد تخبط الناس في معرفة مقاصدهم بهذه الأقانيم فذهب بعضهم إلى أن هذه الأقانيم ذوات قائمة بأنفسها وكل أقنوم منها مستقل بنفسه وذهب آخرون منهم إلى أنها أشخاص، وقال قائلون إنها وجوه وصفات إلى غير ذلك من التفرق والخلاف.