شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل: والله لا إله غيره)

صفحة 467 - الجزء 1

  العجز (وَهَن العُدَد [والآلات]⁣(⁣١)) أي: ضعفها والعدد أعراض وأجسام فالأعراض كالشجاعة وقوة القلب وصفاء الذهن وجودة التدبير، والأجسام كالسلاح والكراع ونحو ذلك مما يستعان به على المقاتلة.

  (وليست) أي: العدد والآلات (إلا للمخلوقين) كما ذكرنا بخلاف الخالق جل وعلا فلا يجوز أن ينسب إليه شيء من ذلك؛ (لما ثبت من غناه سبحانه عن كل شيء بما مر) ذكره والدلالة عليه في فصل كونه تعالى غنياً.

  (وذلك) أي: العجز (مبطل لكونهم) أي: الآلهة التي ادعتها أهل الملل الكفرية المتقدم ذكرها (آلهة) على التحقيق، وإنما هي أسماء سموها هم وآباؤهم لا معنى لها لأنها محدثة مخلوقة.

  (ولأن المخلوق) الذي قد ثبت عجزه (ليس بكفء للخالق) القادر على كل شيء وذلك مما لا ريب فيه؛ (لكونه) أي: المخلوق (مملوكاً) مربوباً، (والمملوك لا يشارك المالك في ملكه) بل هو وما تحت يده من جملة ملك مالكه.

  ومما يؤكد ذلك من أقوال الأئمة $ قول الحسين بن القاسم بن علي $: إن سأل سائل: هل مع الله إله آخر أم لا؟

  الجواب ولا قوة إلا بالله: إنه ليس مع الله إله ولا شريك ولا مثيل، ولا نظير ولا شبيه ولا عديل.

  فإن قال: فما الصحة في ذلك؟

  قيل له ولا قوة إلا بالله: الدليل على ذلك أنهما إذا كانا اثنين لم يخلوَا من أحد وجهين: إما أن يكونا مجتمعين، أو مفترقين. فإن كانا مجتمعين فهما جزآن ملتزقان، وإن كانا مفترقين فهما جزآن مفترقان، فإن افترقا أو اجتمعا فهما


(١) ما بين المعقوفين ساقط من الأصل و (ب)، وما أثبتناه من المتن.