شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[ذكر الماهية والجواب على من يقول بها]

صفحة 475 - الجزء 1

  يدرك بالحواس وما يلحق بها كما مر، والمدرك بالحواس لا يكون إلا جسماً أو عرضاً، (وقد امتنع) بما تقرر من أنه تعالى ليس بجسم ولا عرض (أن يتصوره) تعالى (الخلق حيث لم يتمكنوا إلا من تصور) الجسم والعرض وهما من خواص (المخلوقات) المحدثات (اتفاقاً بيننا وبينهم) في كونه تعالى لا يُتصور، وأنه تعالى ليس بجسم ولا عرض.

  (و) لا يقال: إن من عرف الله سبحانه وعلمه بما يحق له من الأوصاف والأسماء الحسنى فقد تصوره.

  لأنا نقول: إن (علم الله تعالى) أي: علمنا بالله سبحانه وما يحق له (ليس بتصور) منا لحقيقته تعالى؛ لاستحالة تصوره كما مر.

  وهذه الرواية عن الإمام يحيى # حكاها الإمام المهدي # في المقدمة حيث قال: مسألة: النوبختي عن المعتزلة والزيدية وأكثر الخوارج والمرجئة: وليس بذي ماهية يختص بعلمها. الإمام يحيى وأبو الحسين وضرار وحفص بل هو كذلك.

  واعلم أن الذي حكاه الشيخ الحسن⁣(⁣١) بن موسى النوبختي قَال النجري: وهو عدلي من أهل المقالات عن المعتزلة والزيدية وأكثر الخوارج وأكثر المرجئة: إن الله تعالى ليس بذي ماهية يختص بعلمها عن جميع الخلق حتى لا يمكن أحداً معرفتها بل ماهيته وذاته يصح أن يعلمها كل عالم بإعلام الله تعالى إما ضرورة كما في الآخرة أو بنصب دليل كما في دار الدنيا مع بقاء التكليف ولأجل هذا أقسم أبو هاشم ما يعلم الله من ذاته إلا ما يعلمه هو. ذكر ذلك النجري في شرحه على المقدمة.


(١) الحسن بن موسى بن الحسن بن محمد النوبختي، أبو محمد: فلكي عارف بالفلسفة. كانت تدعيه المعتزلة والشيعة. وهو من أهل بغداد. نسبته إلى جده (نوبخت) بضم النون وفتحها. من كتبه: فرق الشيعة (ط)، والفرق والمقالات (خ)، والرد على المنجمين، والرد على الغلاة. [وفاته] ٣١٠ هـ. (الأعلام للزركلي باختصار).