شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل: في الإشارة إلى ما يجب معرفته من ذات الله ø)

صفحة 478 - الجزء 1

  لخلقه إنما كانت بصفة ذاتية فلا وجه لتكريره.

  وثانيهما أن يكون مراده أن حقيقة ذاته لا يعلمها إلا هو وأن أحداً من البشر لا يطلع على معرفة حقيقة ذاته فهذا حق فإنا قد قررنا في باب إثبات الصانع أن حقيقة ذاته تعالى ليست معلومة للبشر وأنه لا سبيل لأحد إلى الوصول إلى معرفة حقيقة الذات وأن العقول قاصرة عن ذلك.

  وأفسدنا كلام المعتزلة حيث زعموا أنهم مطلعون على معرفة حقيقة الذات في نفسها وأنهم يعلمون من حقيقة ذاته ما يعلمه تعالى من حقيقتها وهذا هو الخطأ بعينه فإن شجار الناس في حقيقة الإنسان كثير وخلافهم فيها طويل على تكرار الأزمنة وتطاول الأيام.

  مع أن تلك الاحتمالات على كثرتها وسعتها لا يكاد يوجد فيها شيء يقنع النفس، ولا شك أن أجلى العلوم وأقواها علم الإنسان بنفسه وأحوالها فإذا كان هذا حالنا في أظهر العلوم وأقواها وأوضحها فكيف حالنا في معرفة من لا تقدره العقول ولا تقع عليه الأوهام، ولهذا اتفق العلماء وأجمع الفضلاء على أن أحسن كلمة قيلت في التوحيد وأجمعها لمحاسنه ما قاله أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، وهي قوله: «كل ما حكاه الفهم أو تخيله الوهم فالله تعالى بخلافه».

  قال #: فثبت أن الله منزه عن أن يكون منحصراً في العقول محدوداً في الأوهام.

  قال: والعجب كيف يمكن صدور مثل هذه المقالة عمن له درية وفطانة وقدم سابقة في العلم من جماهير المعتزلة وفضلائهم فضلاً عمن يعد من أهل التحقيق والتدقيق كالخوارزمي وأبي الحسين فحصل من مجموع كلامنا تقاصر العقول عن الإحاطة بجلال الله والاطلاع على كنه كبريائه.

  وقال الإمام يحيى # في التصفية: الوسيلة العاشرة: تعاطي العوام الذين لم