باب الاسم والصفة
  عبارة عن قول الواصف ولفظه.
  قال النجري: إلا أن الصفة عبارة عن جملة اللفظ والاسم عن جزئه فقط فقولك زيد كريم صفة لزيد، وكريم اسم له لغويان، وكذا: زيد يقوم صفة لزيد ويقوم اسم له لغويان؛ لأن الاسم في أصل اللغة لكل ما صح إطلاقه على ذات.
  قال: قاله بعض المحققين.
  وقال المهدي #: وحكى عن بعضهم أنه ذهب إلى أن الصفة موضوعة لمعنى في الموصوف لا أنها(١) عبارة عن قول الواصف فإذا قلت: زيد كريم فالصفة هي الكرم الذي في زيد وتكون الصفة ما أفاده اللفظ لا نفس اللفظ.
(١) قال في هامش نسخة (أ) المخطوطة من نسخ الشرح الصغير في مثل هذا الموضع مايلي: اعلم أن الصفة في اللغة لها معنيان: أحدهما: أن تكون مصدراً لوصف وهو الذي صرح به الإمام في القسم الخامس، وهي بهذا المعنى عبارة عن الوصف وهو قول الواصف، وثانيهما: أن تكون اسماً للمعنى كالعلم والحياة في الشاهد، وهذا هو محط الأنظار فالإمام القاسم # اختار ثبوته، والإمام المهدي # نفاه، وقصر الصفة على المعنى الأول وهو الذي حكاه في الصحاح عن النحويين حيث قال قريباً: وأما النحويون فليس يريدون بالصفة هذا؛ لأن الصفة عندهم هو النعت، والنعت هو اسم الفاعل، والاختلاف إنما هو باعتبار أصل وضع اللغة، وإلا فالإمام المهدي لا ينكر جواز إطلاق الصفة على المعنى مجازاً كما صرح بذلك في شرح القلايد، فالحياة والعلم والقدرة عنده ليست صفات وإنما هي مدلولات لمدلولات الصفات، فمدلول الصفة قولك: عالم، ومدلول عالم العلم، كالاسم فإن مدلوله زيد مثلاً، ومدلول زيد الذات، وهذا مما لا يحوج إلى تطويل، والاعتماد على ما ثبت في الوضع، وكلا الإمامين @ سابق في مضمار الحلبة، وهما بالمحل الأعلى من مراتب النقلة، ولكن لما تباين نظرهما فالذي يقتضيه مذهب الترجيح الأخذ بما نقله الإمام القاسم (ع) لأنه المثبت، وإثباته عن تحقيق، ومن يعلم حجة على من لا يعلم، وفي القول بهذا حمل قوليهما على ما يجب لهما من تعظيم شأنهما وتجليل حقهما؛ إذ غايته أن يقال: إن الإمام المهدي لم يثبت له أن لفظ الصفة موضوع للمعنى في اللغة والإمام القاسم، ومن قال بذلك ثبت لهم، وأما الأخذ بقول الإمام المهدي (ع) فهو يوجب طرح نقل الإمام القاسم وغيره من العلماء الذين نقلوا ذلك ورده وعدم الوثوق به، وهذا عين العدول عن منهاج الإنصاف، وركوب كأهل اللجاج والاعتساف، وقد رجح كلام الإمام ولده الحسين وغيره من الأعلام، والله ولي التوفيق وحسن الختام. تمت كاتبه المفتقر إلى الله مجدالدين بن محمد المؤيدي.