شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

باب الاسم والصفة

صفحة 531 - الجزء 1

  تعالى: {جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ}⁣[نوح: ٧].

  والعاشر: قوله #: (أو تسمية المقيد باسم المطلق نحو قول الشاعر:

  ويا ليت كل اثنين بينهما هوى) ... ......................

  أي علاقة ومحبة من هوى النفوس أي: حبها واشتياقها

  ...................... ... (من الناس قبل اليوم يلتقيان

  أي: قبل يوم القيامة) فأطلق اسم اليوم الذي هو مطلق غير مقيد على المقيد وهو يوم القيامة وقبل هذا البيت قوله:

  فيا ليتنا نحيا جميعاً وليتنا ... إذا نحن متنا ضمنا كفنان

  والحادي عشر: قوله #: (أو العكس) أي: تسمية المطلق باسم المقيد (كقول شريح⁣(⁣١)) بن الحارث لمن قال له: كيف أصبحت؟: [فقال⁣(⁣٢)]: («أصبحت ونصف الناس علي غضبان»، أي: المحكوم عليهم) فأطلق اسم المقيد وهو نصف الناس وتقييده بكونه نصف الناس على المطلق وهو المحكوم عليهم وإطلاقه بعدم النظر إلى كونهم نصف الناس أو أقل أو أكثر.

  وشريح هذا هو القاضي المشهور قضى لعلي # وغيره ولبث في القضاء خمساً وسبعين سنة إلى زمن الحجاج⁣(⁣٣) ثم استعفى الحجاج فأعفاه.


(١) شريح بن الحارث الكندي الشيعي أبو أمية الكوفي، تولى القضاء ستين سنة، كان على مقدمة أمير المؤمنين في غزوة صفين، ولما كتب زياد شهادته على حجر كتب إلى معاوية أنَّه بلغني أن شهادتي كتبت وأني لا أعلم من حجر إلا خيراً ونفى تلك عنه، توفي سنة ثمانين. (الجداول الصغرى باختصار). وفي الأعلام: أصله من اليمن.

(٢) ما بين المعقوفين ناقص من الأصل وثابت في (ب).

(٣) الحجاج بن يوسف الثقفي: قائد، سفاك، طاغية، خطيب، ولد سنة ٤٠ هـ ونشأ بالطائف، وانتقل إلى الشام فلحق بروح بن زنباع نائب عبد الملك، وولاه إمرة عسكره، وولاه عبد الملك مكة والمدينة والطائف، ثم أضاف العراق، وبقي في العراق عشرين عاماً، قَتَل فيها وفي غيرها الآلاف من المسلمين ظلماً وعدواناً ليستقيم الأمر لبني أمية، وكان سفاحاً سفاكاً باتفاق المؤرخين. توفي ٩٥ هـ. (معجم رجال الاعتبار باختصار).