باب الاسم والصفة
  (باسم المبدل) عنه الذي هو دم القاتل (نحو: أكل فلان الدم) فإنه قد أطلق لفظ الدم أي: دم القاتل الذي هو المبدل عنه وأريد به البدل (أي: الدية) فإنها بدل من دم القاتل، قال الشاعر:
  أكلت دماً إن لم أرُعْكِ بضرةٍ ... بعيدة مهوى القرط طيبة النشر
  والسادس عشر: قوله #: (أو) تسمية الشيء (باسم ضده نحو: قولك لبخيل: فيك سماحة حاتم) تهكماً به أو تمليحاً لاشتراك الضدين في التضاد فتنزل التضاد منزلة التناسب بواسطة تمليح أو تهكم، فالتمليح الإتيان بما فيه ملاحة وطرافة، والتهكم الإتيان بما فيه سخرية واستهزاء كما يقال للجبان: ما أشبهه بالأسد، وللبخيل: هو حاتم.
  والفرق بين التمليح والتهكم بحسب المقام، فإن كان القصد إلى ملاحة وطرافة دون استهزاء وسخرية بأحد فتمليح وإلا فتهكم.
  وليس مجرد التضاد المشترك بين الطرفين هو وجه الشبه لأنا إذا قلنا: الجبان كالأسد في التضاد أي: في كون كل منهما مضاداً للآخر لا يكون هذا من التمليح والتهكم في شيء كما إذا قلنا: السواد كالبياض في اللونية أو التقابل ومعلوم أنا إذا أردنا التصريح بوجه الشبه في قولنا للجبان: هو أسد تمليحاً أو تهكماً لم يتأت لنا إلا أن نقول في الشجاعة لكن الحاصل في الجبان إنما هو ضد الشجاعة فنزلنا تضادهما منزلة التناسب وجعلنا الجبن بمنزلة الشجاعة على سبيل التمليح والهزء كذا ذكره صاحب المطول وهو صحيح واضح لكنهم جعلوه من قسم الاستعارة التي علاقته التشبيه.
  والسابع عشر: قوله #: (أو القلب) وهو أن يجعل أحد أجزاء الكلام مكان الآخر (نحو: عرضت الناقة على الحوض) لتشرب وفي الحقيقة إنما عرض الحوض على الناقة أي: جعله معروضاً عليها أي: معرضاً لها للشرب منه لأن المعروض عليه منهما من يكون له إدراك يميل به إلى المعروض أو يرغب