[وجه قبح القبيح الشرعي ووجه حسن الحسن الشرعي]
  القائلون بأن الفعل يقبح من العبد لكونه مربوباً، ولقد أعظموا قاتلهم الله الفرية على الله جل وعلا حيث جعلوا القبائح مستقبحة عندهم من المخلوق الذي يفعلها لحاجته وشهوته ونحو ذلك ولم يجعلوها قبيحة في حق الخالق الذي لا تجوز عليه الحاجة والشهوة ولا يفعل خلاف ما تقتضيه الحكمة تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً.
  (قلنا) جواباً عليهم: لا شك أن الله تعالى (لا يفعل ذلك) الذي أفكتموه من الكذب ونحوه (لكونه صفة نقص) في غيره تعالى فكيف في حقه (تعالى الله عنها) بل هو الموصوف بصفات الكمال المنزه عن رذائل الأفعال ذو الجلال والإكرام.
  (و) أيضاً (يلزم) من قولهم ذلك (أن لا يوثق بخبره تعالى) لتجويز كونه كذباً (وذلك) سب و (تكذيب لله تعالى حيث يقول) في كتابه الكريم: {الم ١ ذَلِكَ الْكِتَابُ (لَا رَيْبَ فِيهِ}[البقرة]، و) كذلك (قوله تعالى) في وصف كتابه الكريم: ({لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ) تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ٤٢}[فصلت]، ومن سب الله سبحانه أو كذبه أو رد آية من كتابه كفر إجماعاً، {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ ٣٢}[الزمر].
[وجه قبح القبيح الشرعي ووجه حسن الحسن الشرعي]
  تنبيه:
  اعلم أنه قد تقدم الإشارة إلى أن وجه قبح القبيح الشرعي كوجه قبح القبيح العقلي، ووجه حسن الحسن الشرعي كوجه حسن الحسن العقلي، ولم يشرح القول في ذلك فحسن بسط الكلام فيه لوقوع خلاف بعض المعتزلة وغيرهم في ذلك فنقول:
  وجه قبح القبيح الشرعي كالزنا وشرب الخمر عند قدماء أئمتنا $ هو