(فصل): في حكم أفعال العباد
  وقيل: إن القائل ذلك أبو ذر وصدقه أبو الدرداء(١).
  وقال معاوية: ما أظهرني الله عليكم إلا وهو يريد ذلك.
  وقال لأهل الشام: الله أمّرني عليكم وقال: لو كره الله ما نحن فيه لغيره.
  وقال لما قتل عمار(٢): إنما قتله من جاء به، فقال له عبدالله بن(٣) عمرو بن العاص: فإذاً رسول الله ÷ هو الذي قتل حمزة.
  ثم ظهر الجبر وشاع في سلطان بني أمية ولهذا قال المنصور بالله # في الشافي: الجبر أموي إلا الشاذ النادر كالناقص(٤) والأشج(٥)، والعدل هاشمي
(١) أبو الدرداء، عويمر بن مالك - وقيل: عامر، وقيل: ابن ثعلبة - الأنصاري، الخزرجي، أسلم عقيب بدر، كان من عباد الصحابة، ولاه عثمان دمشق. توفي سنة اثنتين وثلاثين. (لوامع الأنوار للإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي # باختصار).
(٢) عمار بن ياسر، أبو اليقظان العنسي المذحجي، من السابقين الأولين المعذبين في الله أشد العذاب؛ شهد المشاهد كلها، وكان مخصوصاً منه بالبشارة والترحيب، وقال له: «مرحباً بالطيب المطيب»، وقال: «عمار جلدة بين عيني وأنفي» وقال: «تقتلك الفئة الباغية»، وقال: «ويح عمار يدعوهم إلى الجنة، ويدعونه إلى النار». استشهد مع أمير المؤمنين # بصفين، سنة سبع وثلاثين - رضوان الله وسلامه ورحمته عليه - وكان من خلّص أصحابه ومحبيه. (لوامع الأنوار للإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي # باختصار).
(٣) عبدالله بن عمرو بن العاص، أسلم قبل أبيه، شهد مع أبيه فتوح الشام، وكان يلوم أباه في ملابسة الفتن. توفي بمصر - وقيل غير ذلك - سنة ثلاث - أو خمس - وستين. قلت: وكان عبدالله هذا في حزب القاسطين كما قال في الكشاف عند ذكره لخبر روي عنه ما لفظه: وأقول: أما كان لابن عمرو في سيفيه ومقاتلته بهما علي بن أبي طالب - رضوان الله عليه - ما شغله عن تسيير هذا الحديث. (لوامع الأنوار للإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي # باختصار).
(٤) يزيد بن الوليد بن عبد الملك بن مروان، أبو خالد: من ملوك الدولة المروانية الأموية بالشام. مولده ووفاته في دمشق (٨٦ - ١٢٦ هـ). ثار على ابن عمه الوليد بن يزيد بن عبدالملك لسوء سيرته، فبويع بالمزة، واستولى على دمشق، وكان الوليد بتدمر، فأرسل إليه يزيد من قاتله في نواحيها. وقتل الوليد، فتم ليزيد أمر الخلافة (في مستهل رجب ١٢٦) ومات في ذي الحجة (بالطاعون، وقيل: مسموما) قال اليعقوبي: كانت ولايته خمسة أشهر. (الأعلام للزركلي باختصار).
(٥) هو: عمر بن عبد العزيز كما في التحف ولوامع الأنوار وستأتي ترجمته.