شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): في حكم أفعال العباد

صفحة 31 - الجزء 2

  وروي أن بعض الجبرية قال لبعض العدلية: من يجمع بين الزانيين؟

  فقال العدلي: أبوك.

  فغضب الجبري وقال: جعلت أبي قواداً؟

  فقال العدلي: بؤساً لك تنزه أباك عن ذلك وتنسبه إلى ربك.

  وقصة الهادي # مع جبرية صنعاء مشهورة وهي أنه # لما وصل إلى صنعاء اجتمع لمناظرته سبعة آلاف فقيه منهم، واختاروا منهم سبعمائة فقيه وكبيرهم جميعاً النقوي⁣(⁣١)، فلما حضروا للمناظرة قال النقوي للهادي #: يا سيدنا ما تقول في المعاصي؟

  فقال الهادي #: وَمَنِ الْعَاصِي؟

  فلم يجبه النقوي بشيء، وبقي متحيراً، فلامه أصحابه بعد ذلك فقال: إن قلت: الله، كفرت، وإن قلت: العبد، خرجت من مذهبي.

  ثم ثبت الحكم في صنعاء بعد ذلك بمذهب أهل العدل ودحض أهل الجبر ببركة الهادي #.

  قال المنصور بالله عبدالله بن حمزة #: رد الهادي # جبرية صنعاء بسبعة أحرف وهم ألوف.

  وعلى الجملة فالمعلوم من دين النبي ÷ وجميع الأنبياء والمرسلين والصحابة والتابعين والأئمة الهادين تكذيب هذه الفرقة الشقية فيما نسبوه إلى باري البرية وتضليلهم في أقوالهم وتسفيه أحلامهم في محالهم.

  (و) لنا حجة عليهم أيضاً: أنه (يلزم من إفكهم ذلك بطلان الأوامر


= أهل بغداد. أقام بمصر وتوفي فيها. من تصانيفه مروج الذهب - ط، وأخبار الزمان ومن أباده الحدثان، تاريخ في نحو ثلاثين مجلداً. [توفي] ٣٤٦ هـ. (الأعلام للزركلي باختصار).

(١) يحيى بن عبدالله بن كليب النقوي. قاضي صنعاء كان قدريا جبريا. (أخذا من لوامع الأنوار للإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي #).