(فصل): في حكم أفعال العباد
  وروي أن بعض الجبرية قال لبعض العدلية: من يجمع بين الزانيين؟
  فقال العدلي: أبوك.
  فغضب الجبري وقال: جعلت أبي قواداً؟
  فقال العدلي: بؤساً لك تنزه أباك عن ذلك وتنسبه إلى ربك.
  وقصة الهادي # مع جبرية صنعاء مشهورة وهي أنه # لما وصل إلى صنعاء اجتمع لمناظرته سبعة آلاف فقيه منهم، واختاروا منهم سبعمائة فقيه وكبيرهم جميعاً النقوي(١)، فلما حضروا للمناظرة قال النقوي للهادي #: يا سيدنا ما تقول في المعاصي؟
  فقال الهادي #: وَمَنِ الْعَاصِي؟
  فلم يجبه النقوي بشيء، وبقي متحيراً، فلامه أصحابه بعد ذلك فقال: إن قلت: الله، كفرت، وإن قلت: العبد، خرجت من مذهبي.
  ثم ثبت الحكم في صنعاء بعد ذلك بمذهب أهل العدل ودحض أهل الجبر ببركة الهادي #.
  قال المنصور بالله عبدالله بن حمزة #: رد الهادي # جبرية صنعاء بسبعة أحرف وهم ألوف.
  وعلى الجملة فالمعلوم من دين النبي ÷ وجميع الأنبياء والمرسلين والصحابة والتابعين والأئمة الهادين تكذيب هذه الفرقة الشقية فيما نسبوه إلى باري البرية وتضليلهم في أقوالهم وتسفيه أحلامهم في محالهم.
  (و) لنا حجة عليهم أيضاً: أنه (يلزم من إفكهم ذلك بطلان الأوامر
= أهل بغداد. أقام بمصر وتوفي فيها. من تصانيفه مروج الذهب - ط، وأخبار الزمان ومن أباده الحدثان، تاريخ في نحو ثلاثين مجلداً. [توفي] ٣٤٦ هـ. (الأعلام للزركلي باختصار).
(١) يحيى بن عبدالله بن كليب النقوي. قاضي صنعاء كان قدريا جبريا. (أخذا من لوامع الأنوار للإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي #).