[فصل في وصف الله تعالى بأنه مريد]
  النية) وإضمار الفعل (ولا يشك العقلاء أن إدراك المعلوم هو غير النية) وغير الضمير فلا يلزم من ذلك أن تكون الإرادة عرضاً حالاً في غيره وذلك واضح.
  إلى هنا تمام النسخة الأخيرة التي ألحقها الإمام # ولعله أراد # معنا ما ذكره الإمام يحيى # في الشامل.
  وقد عرفت مما سبق أن معنى النسختين واحد.
  وقال بعض الزيدية كالإمام المهدي أحمد بن يحيى # وغيره وجمهور المعتزلة أي أكثرهم كالبصرية: بل هي أي إرادة الله سبحانه حقيقة على حد إرادة الواحد منا وكذلك الكراهة منه تعالى.
  قالوا: وهي المعنى الذي متى اختص بالحي أوجب كونه مريداً، قالوا: وكونه مريداً أمر زائد على الذات على الجملة ثم اختلفوا في هذا الأمر الزائد هل هو صفة أو معنى:
  فقال أبو هاشم في أحد قوليه: إنه صفة غير العالمية إذ نجد الفرق بين المريدية والعالمية من النفس.
  وكذلك كوننا مريدين غير كوننا مشتهين لأن أحدنا قد يشتهي ما لا يريد كالزنا وشرب الخمر وكوننا مريدين غير كوننا قادرين.
  وقال أبو علي: ليس للمريد بكونه مريداً حال وصفة بل المريد هو من أوجد الإرادة وهذا هو قول أبي الهذيل(١).
  فأبو هاشم يثبت المريدية صفة، وأبو علي يثبتها معنى لا يوجب صفة. ذكر هذا في الدامغ ثم قال: والإرادة معنى في حقنا وفي حق القديم تعالى خلافاً لنفاة الأعراض والنظام.
(١) وهذه الرواية عن أبي الهذيل لا تنقض الرواية الأولى عنه؛ لأن المراد هنا أنه لا يجعل للمريد بكونه مريداً صفة وحالة زائدة على ذاته من غير نظر إلى أن الإرادة ما هي فافهم. (من هامش الأصل).