شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[فصل في وصف الله تعالى بأنه مريد]

صفحة 68 - الجزء 2

  أما نفاة الأعراض فقد تقدم ذكر مذهبهم في ذكر حدوث العالم.

  وأما النظام فمن مذهبه أنه لا عرض إلا الحركة ويقول: إن الإرادة هي نفس المراد.

  وقال الإمام يحيى # في الشامل: فالذي ذهب إليه جماهير المعتزلة كأبي علي وأبي هاشم وقاضي القضاة وأبي عبدالله البصري وغيرهم من أصحاب أبي هاشم: أن الإرادة جنس زائد على العلم والظن والاعتقاد شاهداً وغائباً، وإلى هذا ذهب محققو الأشعرية كالجويني والغزالي وابن الخطيب الرازي وهو مذهب الكلابية والنجارية.

  وذهب أبو الهذيل والنظام والجاحظ والكعبي والخوارزمي إلى أنه لا معنى للإرادة والكراهة شاهداً وغائباً إلا مجرد الداعي والصارف ففي حق الله تعالى ليس إلا علمه باشتمال الفعل على مصلحة أو مفسدة فيريده أو يكرهه بهذا المعنى.

  وأما في حق الواحد منا فمعنى الإرادة والكراهة هو العلم والظن والاعتقاد باشتمال الفعل على مصلحة أو مفسدة أو حصول نفع أو دفع ضرر من غير أمر زائد على هذا.

  وأما الشيخ أبو الحسين فإنه حكم بأن الإرادة أمر آخر وجنس زائد على العلم والظن والاعتقاد في الشاهد، فأما في الغائب فليس إلا مجرد الداعي والصارف وهو العلم باشتمال الفعل على مصلحة أو مفسدة ولم يُثبت في الغائب أمراً زائداً على هذا. انتهى.

  قلت: وهو الحق كما يتبين ذلك في أثناء الكلام والاحتجاج إلا أن إطلاق لفظ الداعي والصارف على الله سبحانه وتعالى يوهم الخطأ فلا ينبغي إطلاقه عليه جل وعلا.

  وأما مقارنة الإرادة للمراد فقال الإمام المهدي # في الدامغ ولعله يريد في حق الشاهد والله أعلم ما لفظه: ويجوز تقدم الإرادة على المراد ومقارنتها، وتجب المقارنة