[معاني الضلال والإغواء والفتنة]
  (بإرساله إليهم الرسل وإنزاله إليهم الكتب) الصادقة الشاهدة بصحة دعواهم للرسالة المتضمنة لدعاء الخلق إلى عبادة الله تعالى وشكره بما دلهم عليه من طاعاته وذكره.
  (و) كما قد علم ذلك من ضرورة الدين وقد ورد به السمع أيضاً كما (قال تعالى: {وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ}) أي دعوناهم ودللناهم على الرشد وهو الإيمان ({فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى}) وهو الكفر فآثروه ({عَلَى الْهُدَى}[فصلت: ١٧])، وهو الإيمان. وهذا نص صريح في دعاء الله الكفار إلى الخير.
  (وقال تعالى: {وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ}[فاطر: ٢٤])، أي رسول داعي لها إلى الإيمان ولكن أبا أكثرهم ذلك وأجابوا هوى النفوس ودواعي الشيطان.
  وأما قوله تعالى: {وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا ...} الآية [السجدة: ١٣]، فالمعنى: لو شئنا لأريناها من قدرتنا وآياتنا الباهرة عياناً ما يحدث به لها معرفة وإيقاناً لا يكون لها معه أجر ولا يجب به لها ذخر ويكون منها ذلك اضطراراً لا درك نظر ولا فكرة ولا اعتبار، وفي ذلك وبه ما يجب الجزاء والثواب وفي ترك ذلك وإغفاله ما يجب العقاب وهو وإن كان كذلك فهو هدى وتبصرة. ذكر هذا القاسم بن إبراهيم #.
[معاني الضلال والإغواء والفتنة]
  (والضلال في لغة العرب يكون) لمعان منها: (بمعنى الهلاك) والضياع (قال تعالى: {وَقَالُوا أَئِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ}[السجدة: ١٠])، أي إذا هلكنا وضعنا في الأرض وصرنا تراباً كأن لم نكن.
  قال في الصحاح: ضل أي ضاع وهلك، والاسم الضل بالضم ومنه قولهم: هو ضُلّ بن ضُلّ إذا كان لا يعرف ولا يعرف أبوه، وكذلك هو الضلال بن التلال.