[معاني الضلال والإغواء والفتنة]
  قال: والضلال والضلالة ضد الرشاد. انتهى.
  ومنه قوله تعالى: {وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ ٢٤}[الأنعام].
  و {ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}[الكهف: ١٠٤].
  {بَلْ ضَلُّوا عَنْهُمْ}[الأحقاف: ٢٨].
  {فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ ٤}[محمد].
  {الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ ١}[محمد].
  وقول زهير:
  إن الرزية لا رزية مثلها ... ما تبتغي غطفان يوم أضلت
  (و) قد يكون الضلال (بمعنى العذاب) والعقوبة كما (قال تعالى: {إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ}[طه: ٧٩])، أي في عذاب ونيران ذات سعر.
  وقال الزمخشري: في هلاك ونيران أو في ضلال عن الحق في الدنيا ونيران في الآخرة، وكما قال تعالى: {بَلِ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ فِي الْعَذَابِ وَالضَّلَالِ الْبَعِيدِ ٨}[سبأ]، أي في العذاب والعقوبة المبعدة.
  قلت: ويحتمل أن يراد بالسعر الجنون والخبال من قولهم: ناقة مسعورة أي مجنونة كقوله تعالى حاكياً: {إِنَّا إِذًا لَفِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ ٢٤}[القمر]، والله أعلم.
  (و) قد يكون الضلال (بمعنى الغواية عن واضح الطريق ومنه) أي من ذلك الذي بمعنى الغواية قوله تعالى(١): ({وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَمَا هَدَى ٧٩}[طه]، أي: أغواهم) أي أمالهم (عن طريق الحق) وهو الإيمان بالله
(١) قال في هامش نسخة (أ) المخطوطة من نسخ الشرح الصغير في مثل هذا الموضع ما يلي: وقد يسبق إلى فهم من لم يتدبر أن الإمام # لم يفرق بين الثلاثي والرباعي حيث قال: ومنه وأضل، مع أن مصدره الإضلال، والكلام في الضلال، ولو تأمل لما قدح في ذهنه شيء من ذلك الإشكال، على أنه قد يستعار مصدر أحدهما اسماً للآخر كما ....... [١] والله الموفق. كتبه مجدالدين بن محمد عفا الله عنه. [١] - هنا عبارة لم تتضح ولعلها: قد ورد.