شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[معاني الضلال والإغواء والفتنة]

صفحة 114 - الجزء 2

  قال: والضلال والضلالة ضد الرشاد. انتهى.

  ومنه قوله تعالى: {وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ ٢٤}⁣[الأنعام].

  و {ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}⁣[الكهف: ١٠٤].

  {بَلْ ضَلُّوا عَنْهُمْ}⁣[الأحقاف: ٢٨].

  {فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ ٤}⁣[محمد].

  {الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ ١}⁣[محمد].

  وقول زهير:

  إن الرزية لا رزية مثلها ... ما تبتغي غطفان يوم أضلت

  (و) قد يكون الضلال (بمعنى العذاب) والعقوبة كما (قال تعالى: {إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ}⁣[طه: ٧٩])، أي في عذاب ونيران ذات سعر.

  وقال الزمخشري: في هلاك ونيران أو في ضلال عن الحق في الدنيا ونيران في الآخرة، وكما قال تعالى: {بَلِ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ فِي الْعَذَابِ وَالضَّلَالِ الْبَعِيدِ ٨}⁣[سبأ]، أي في العذاب والعقوبة المبعدة.

  قلت: ويحتمل أن يراد بالسعر الجنون والخبال من قولهم: ناقة مسعورة أي مجنونة كقوله تعالى حاكياً: {إِنَّا إِذًا لَفِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ ٢٤}⁣[القمر]، والله أعلم.

  (و) قد يكون الضلال (بمعنى الغواية عن واضح الطريق ومنه) أي من ذلك الذي بمعنى الغواية قوله تعالى⁣(⁣١): ({وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَمَا هَدَى ٧٩}⁣[طه]، أي: أغواهم) أي أمالهم (عن طريق الحق) وهو الإيمان بالله


(١) قال في هامش نسخة (أ) المخطوطة من نسخ الشرح الصغير في مثل هذا الموضع ما يلي: وقد يسبق إلى فهم من لم يتدبر أن الإمام # لم يفرق بين الثلاثي والرباعي حيث قال: ومنه وأضل، مع أن مصدره الإضلال، والكلام في الضلال، ولو تأمل لما قدح في ذهنه شيء من ذلك الإشكال، على أنه قد يستعار مصدر أحدهما اسماً للآخر كما ....... [١] والله الموفق. كتبه مجدالدين بن محمد عفا الله عنه. [١] - هنا عبارة لم تتضح ولعلها: قد ورد.