(فصل): في بيان معاني كلمات من المتشابه
  بني سليم قاتلناكم فما أجْبَنّاكم، وسألناكم فما أبخلناكم، وهاجيناكم فما أفحمناكم. انتهى.
  إذا عرفت ذلك (فيجوز أن يقال: إن الله يضل الظالمين بمعنى يحكم عليهم بالضلال ويسميهم به لما ضلوا عن طريق الحق) أي: مالوا عنها.
  قال الهادي # في تفسير معاني الضلال: والوجه السادس: قوله سبحانه: {وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ}[الجاثية: ٢٣]، وقوله: {يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ}[فاطر: ٨]، {وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ}[إبراهيم: ٢٧]، و {يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُرْتَابٌ ٣٤}[غافر]، ونحو هذا في القرآن كثير يعني في جميع ذلك أنه يوقع عليه اسم الضلال ويدعوه به بعد العصيان والطغيان لا أنه يغويهم عن الصراط المستقيم كما أغوى وأضل فرعون قومه، وإن اشتبه اللفظ فمعناه متباين مفترق عند أهل العلم. انتهى.
  (أو) يقال: إن الله يضل الظالمين (بمعنى يهلكهم) بذنوبهم (أو) بمعنى (يعذبهم) لاستحقاقهم العذاب بظلمهم.
  قالت (العدلية): و (لا) يجوز أن يقال: إن الله يضل الظالمين (بمعنى يغويهم عن طريق الحق)؛ لأن ذلك قبيح والله تعالى لا يفعل القبيح.
  (خلافاً للمجبرة) فإنهم جوزوا ذلك اجتراءً على الله سبحانه وجرياً على منهاجهم من عدم التحاشي من سبه ونسبة القبائح إليه جل وعلا.
  (قلنا) رداً عليهم: (ذلك) أي قولهم (ذم) منهم (لله تعالى) حيث نسبوا إليه صفة النقص، (وتزكية لإبليس وجنوده) وتنزيه لهم عن الإغواء والإضلال الذي هو دأبهم بنص القرآن الحكيم حيث قال الله تعالى حاكياً عن إبليس لعنه الله: {قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ٨٢ إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ٨٣}[ص]، وقال تعالى حاكياً عنه: {وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ}[النساء: ١١٩]، وغير ذلك.