(فصل): في بيان معاني كلمات من المتشابه
  (وذلك) الذي ذهبوا إليه من ذم الله وتزكية إبليس وجنوده (كفر) ممن ذهب إليه إجماعاً.
  (والإغواء) في لغة العرب يكون لمعانٍ أيضاً (بمعنى الصرف عن واضح الطريق) أي الإمالة عن طريق الحق.
  (و) قد يكون الإغواء أيضاً (بمعنى الإتعاب) للحيوان (يقال:) فلان (أغوى الفصيل إذا أتعبه بحبسه) أي منعه (عن الماء واللبن).
  قال في الصحاح: الغي الضلال والخيبة أيضاً، والتغاوي التجمع على الشر من الغواية، والغي والغَوَى مصدر قولك: غَوِيَ السخلة والفصيل بالكسر يغوى غوًى.
  قال ابن السكيت(١): يقال هو أن يروى من لِبَا أمه ولا يروى من لبن أمه حتى يموت هزالاً. وقال غيره: هو أن يشرب اللبن حتى يتخم ويفسد جوفه، قال الشاعر(٢) يصف قوساً وسهماً:
  معطفة الأثناء ليس فصيلها ... برازِئها(٣) دراً ولا ميت غوي
  انتهى.
  (و) قد يكون الإغواء (بمعنى الحكم والتسمية) كما ذكرنا في الهدى والضلال (فيجوز أن يقال: إن الله أغوى الضُلَّال) جمع ضال (بمعنى حكم عليهم) بالإغواء (وسماهم به لما غووا) أي ضلوا ومالوا (عن طريق الحق، و) أنه تعالى (يغويهم في الآخرة بمعنى يتعبهم) بالعذاب الدائم
(١) يعقوب بن إسحاق بن السكيت أبو يوسف النحوي اللغوي، قيل: إنه مات في رجب سنة ثلاث - وقيل: سنة أربع وقيل: سنة ست - وأربعين ومائتين، وقد بلغ ثمانيا وخمسين سنة. (تاريخ بغداد باختصار).
(٢) هو: عامر المجنون: يصف قوساً وسهماً. (تاج العروس).
(٣) يقال: ما رَزَأْتُه ماله، وما رَزِئْتُه بالكسر أي: ما نقصته. (صحاح). (من هامش الأصل).