شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فرع) يتفرع على ما ذكر من معنى القدر

صفحة 136 - الجزء 2

  واعلم أن المجبرة إنما أسسوا مذهبهم على إنكار التحسين والتقبيح العقليين وكابروا فيه العقول وجحدوا الضرورات لما زعموا أن كل واقع في السماوات والأرض من فعل الله فلم يستقم لهم أن يحكموا على العبد بفطرة العقل بذم ولا عقاب ولا مدح ولا ثواب، وليس الفعل فعله كما سبق في أول الكتاب.

  واعلم أنه لا بد في إطلاق أيَّ هذه الكلمات المتشابهة على الله تعالى بالمعنى الذي يجوز في حقه جل وعلا من قرينة ظاهرة تصرف عن الخطأ وإلا فلا يجوز إطلاقه منا من غير قرينة، ولا تكفي النية والقصد وليس كذلك ما جاء في الكتاب العزيز أو السنة الصحيحة من ذلك فإنه يكفي في تخصيصه بالمعنى الجائز في حقه تعالى العقل بما قد عرف من الأدلة القطعية.

(فرع) يتفرع على ما ذُكِر من معنى القدر

  اعلم أنه قد جاء عن الرسول الصادق ÷ أن القدرية مجوس هذه الأمة واتفق أهل الملة على صحة هذا الخبر، (و) اختلفوا فيمن أراده الرسول ÷ بهذا الخبر:

  فقالت العدلية كافة: إن (القدرية) الذين أرادهم الرسول الصادق بقوله عن الله ø: «القدرية مجوس هذه الأمة»⁣(⁣١) (هم المجبرة)، والمجبرة


(١) رواه من أئمتنا $ الإمام الهادي # في مجموعه، والإمام أحمد بن سليمان # في حقائق المعرفة، والإمام عبدالله بن حمزة # في الشافي، وروى نحوه الإمام الأعظم زيد بن علي # في المجموع عن علي # موقوفاً من جملة حديث بلفظ: «ألا إنهم مجوس هذه الأمة فإن مرضوا فلا تعودوهم، وإن ماتوا فلا تشهدوا جنائزهم، سبحان الله عما يقولون علواً كبيراً»، ومن غيرهم: أبو داود في سننه عن ابن عمر، والحاكم في المستدرك وقال: صحيح على شرط الشيخين إن صح سماع أبي حازم من ابن عمر، ومثله قال الذهبي. انتهى. والبيهقي في سننه، والطبراني في الكبير والأوسط، والبغوي في شرح السنة، والبيهقي في شرح السنن والآثار، وابن أبي عاصم في السنة عن عائشة وابن عمر وأبي هريرة، ورواه المحاملي في أماليه عن حذيفة، ورواه خيثمة في حديث خيثمة عن أبي هريرة، وذكره السخاوي في المقاصد الحسنة، ورواه المتقي الهندي في كنز العمال بزيادة، والسيوطي في اللآلئ المصنوعة عن أنس بن مالك بلفظ: «مجوس العرب» وعن =