[شبه عقلية وسمعية للمجبرة والجواب عليها]
  وأما دفنهم في مقابر الكفار وسبيهم واستخدامهم فهذه تكاليف للمؤمنين يثيبهم الله تعالى على إجرائها وما كان فيه مضرة على الأطفال فهو امتحان جار مجرى الأمراض والموت فلا يصح ما ذكروه. ذكر هذا العنسي | وهو حق.
  ويحتمل أن يكون المراد بالخبر الموؤدة أي الموؤدة لها وهي الأم الراضية بوأد ابنتها والله أعلم.
[شبه عقلية وسمعية للمجبرة والجواب عليها]
  واعلم أن هؤلاء المجبرة لا يسمعون رد أهل العدل عليهم وإفحامهم لهم لتصميمهم على الضلال وإنكارهم الضرورات ولهم شبه عقلية وسمعية يموهون بها على الأغمار والجهال، ولنذكر منها ما يليق بهذا الكتاب على ما حكاه الإمام يحيى # في الشامل:
  أما الشبه العقلية، فقال #: اعلم أنهم يوردون علينا صوراً يتوهمون أنها مناقضة للحكمة ويتدرجون بها إلى إبطالها:
  الأولى: قولهم: كيف يستقيم لكم قانون الحكمة وأصلها مع أن الجبر لازم لكم على أصولكم.
  وبيانه: أن الواحد منا إذا أراد فعلاً من الأفعال ودعاه إليه داع فليس يخلو حال الفعل عند تحقق الداعية وحصولها إما أن يكون جائز الحصول أو واجب الحصول.
  فإن كان عند الداعية يجوز حصوله ويجوز أن لا يحصل فلو وجد الفعل والحال هذه لكان ترجيحاً لأحد طرفي الممكن من غير مرجح وهذا محال بالضرورة.
  وإن كان عند الداعية يجب حصوله ثبت القول بالجبر وتقرر أن الله هو المتولي لجميع أفعال العباد وخالقاً(١) لها من الظلم والجهل والكفر وسائر المعاصي وحينئذ يبطل القول بأن العالِم بالقبيح العالم باستغنائه عنه يستحيل منه فعله
(١) قال في هامش الأصل: وخالق (ظ).