شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): في الدلالة على أن الله تعالى عدل حكيم

صفحة 154 - الجزء 2

  الشياطين والجن كلما استجن عن العيون من الملائكة والجان والإنسان، ومن ذلك قالوا في الصبي في بطن أمه جنين فجنس الملائكة غير جنس الجان والإنس.

  قال: وروينا عن أمير المؤمنين # أن الله خلق الملائكة من نور وخلق الإنسان من طين وخلق الجان من نار السموم.

  قال: وقد فرق الله بين الجن والملائكة بقوله تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ ٤٠ قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنَا مِنْ دُونِهِمْ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ ٤١}⁣[سبأ].

  قال: وقال آخرون: الجان فيهم الذكور والإناث فيتوالدون ولهم نسل وذرية.

  والدليل على ذلك: قوله تعالى: {أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ}⁣[الكهف: ٥٠].

  وحكي عن هؤلاء أنهم مكلفون مأمورون.

  قال #: وأما توبة إبليس صاحب آدم فإنه لا يكون منه توبة ولو كانت لم تقبل لأنه عصى خالقه وأصر على عصيانه فاستحق وعيد ربه وسأل ربه الإنظار فأنظره بعد إيجاب الوعيد له وأخرجه من الجنة وأراه الله آياته التي إذا رآها أحد لم تقبل توبته ولم يكن له إلى الحق رجعة وهو كقوله تعالى {يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا ...} الآية [الأنعام: ١٥٨]، وأما سائر أولاده وقبيله متى تابوا في حال التكليف وآمنوا قبل منهم. انتهى كلامه #. حكاه عنه البستي مصنف الباهر.

  قال البستي: واعلم أن شيوخنا المتكلمين وكثيراً من الناس يقولون: إنه مكلف ومنهي عن المعاصي ولو تاب تاب الله عليه لكن علم الله من حاله أنه لا يتوب ولا يؤمن وأن له شبهة بالوعيد فيظن أن الله لا يعاقبه كما يظن ذلك كثير من الناس إما لأنه يؤمل التوبة أو لغير ذلك. انتهى.

  وقال القاسم بن علي العياني #: وإنما سأل إبليس النظرة بالعذاب الذي