شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): في الدلالة على أن الله تعالى عدل حكيم

صفحة 165 - الجزء 2

  قال: والنوع الثالث: الآيات التي يذكر فيها الفتنة والإغفال والتزيين ونحو ذلك.

  إلى أن قال: والجواب عما ذكروه من هذه الآي كما ذكرنا يجري على منهجين، ثم ذكر # ذلك كله.

  إلى أن قال: وأما ما ورد فيه ذكر التزيين فاعلم أن ورود التزيين في القرآن على وجهين:

  أحدهما: أن يكون منسوباً إلى الله تعالى كقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمَالَهُمْ}⁣[النمل: ٤].

  وثانيهما: أن يكون منسوباً إلى الشيطان كقوله تعالى: {وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ}⁣[الأنفال: ٤٨].

  فإذاً هما تزينان والتزيين من جهة الله تعالى إنما يكون بخلق الشهوة وفطرة الهوى في النفوس فعلى هذا يكون معنى الآية زينا لكل أمة عملهم بأن جعلنا فيهم شهوة وهوى، لكنهم استجابوا ناعق الهوى وتركوا ما قررناه في عقولهم فأغفلوه فالحجة لنا عليهم، وتسمية مثل هذا تزييناً يكون توسعاً ومجازاً.

  والتزيين من جهة الشيطان وغيره من شياطين الإنس إنما يكون بالدعاء إلى القبيح وتسهيل الحال في مواقعته وارتكابه.

  قلت: وكلام الإمام يحيى # في التزيين مثل كلام الهادي يحيى بن الحسين بن القاسم $ حسبما تقدم، وقد تقدم ذكر ما ذكره الإمام # وهو مثل كلام الناصر # وكل ذلك محتمل وهو حق وصواب.

  قال الإمام يحيى #: وأما ما ورد فيه من الآي في ذكر الإغفال كقوله تعالى: {وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا}⁣[الكهف: ٢٨]، فمحتمل لمعاني ثلاثة:

  أحدها: أن يكون معناه أغفلنا قلبه بالخذلان وهو ترك الألطاف لعلمنا بأنها لا تجدي في حقه ولا يكون لها ثمرة.