(فصل): في ذكر الآلام وما في حكمها
  العقوبة من الأنبياء $ والمؤمنين على قدر منازلهم.
  وإما لما ذكره (أبو علي وأصحاب اللطف) من أنه (يحسن الألم من الله تعالى له) أي لغير المكلف وظاهر كلامهم الإطلاق سواء كان مكلفاً أو غير مكلف (للعوض فقط) أي لإيصال العوض إلى المؤْلَم من دون اعتبار ولطف لأحد من المكلفين.
  وكذلك يحسن الألم منه تعالى لدفع الضرر عن المؤلَم فقط أي من دون اعتبار وعوض وأصحاب اللطف هم بشر بن المعتمر ومتابعوه سموا أصحاب اللطف لقولهم إنه يمكن أن يلطف الله بكل مكلف حتى يؤمن ولا يكفر ولكن لا يجب اللطف على الله تعالى؛ إذ لو وجب عليه لكان جميع المكلفين مؤمنين بسبب الألطاف التي وجبت على الله سبحانه لهم هكذا ذكره الحاكم.
  وقال أيضاً في شرح العيون: بشر بن المعتمر(١) قالوا هو في الطبقة السادسة من المعتزلة ذكر أبو القاسم أنه من أهل بغداد وقيل كان من أهل الكوفة ولعله كان كوفياً ثم انتقل إلى بغداد وهو رئيس معتزلة بغداد وله قصيدته الطويلة يقال إنها أربعون ألف بيت رد فيها على جميع المخالفين، وقيل للرشيد إنه رافضي فحبسه فقال في الحبس: لست من الرافضة الغلاة ولا من المرجئة فأطلقه.
  قال: ويحكى عنه أنه كان يقول باللطف، قال الخياط(٢): ثم تاب ورجع إلى قول أصحابه.
(١) أبو سهل بشر بن المعتمر الهلالي من الطبقة السادسة من المعتزلة، قال أبو القاسم: وهو من أهل بغداد، وقيل: بل من أهل الكوفة، ولعله كان كوفياً ثم انتقل إلى بغداد، وهو رئيس معتزلة بغداد من تلامذته ثمامة. (المنية والأمل باختصار). ذكر في الأعلام وفاته ببغداد سنة ٢١٠ هـ.
(٢) هو عبدالرحيم بن محمد بن عثمان أستاذ أبي القاسم البلخي من الطبقة الثامنة من المعتزلة له كتب كثيرة في النقوض على ابن الراوندي، وكان فقيها صاحب حديث واسع الحفظ لمذاهب المتكلمين، وكان ممن يفضل عليا # على سائر الصحابة تنسب اليه طائفة من المعتزلة تسمى الخياطية. (المنية والأمل باختصار).