شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): في ذكر الآلام وما في حكمها

صفحة 197 - الجزء 2

  في عدم دخول المجرمين الجنة وقطع بتخليدهم في النار لأنه جل وعلا علق دخولهم الجنة بالأمر المستحيل الذي يعقل استحالته كل من سمعه وهو دخول الجمل الذي هو أكبر الأنعام جسماً في الثقب الصغير الذي لا يدركه إلا حديد البصر وذلك واضح.

  فلو كان لأهل الكبائر عوض في الآلام لكانوا إما داخلين الجنة بالعوض أو مخففاً عنهم من العذاب، وذلك رد لصريح القرآن.

  وأما خبر أبي هريرة فلا يصح لمعارضته القاطع وهو صريح الآية المذكورة، وإن فرضنا صحته وجب تأويله بأن المراد مثل عقاب سيئات أخيه والله أعلم.

  (فلا عوض) لأهل الكبائر (حينئذ) أي حين إذ ورد القرآن بذلك.

  وقالت (المجبرة: يحسن) الإيلام من الله سبحانه لكل أحد (خالياً عن جميع ما ذكر) بناء على قاعدتهم المنهدة أن الله سبحانه يفعل كل ظلم وقبيح ولا يقبح ذلك منه تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.

  (قلنا) رداً عليهم: (ذلك) أي الذي افترته المجبرة على الله من الكذب والبهتان (ظلم)؛ لأنه عار عن جلب نفع للمؤلم أو دفع ضرر عنه أو استحقاق وهذه صفة الظلم.

  وأيضاً قد قال تعالى: ({وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا}⁣[الكهف: ٤٩]).

  وهذه الوجوه المذكورة في حسن الآلام حيث كانت الآلام من الله سبحانه.

  وأما وجه حسنها من العبيد فقد أوضحه # بقوله: ومن العبد أي (وتحسن) الآلام (من العبد) لغيره (إما عقوبة) للظالم لغيره (كالقصاص) فإنه يحسن قتل المتعدي قصاصاً لأنه عقوبة وكذلك الحد فإنه يحسن منا إقامته على المحدود لكونه عقوبة (أو لظن حصول منفعة كالتأديب) للصبي والعبد والمرأة فإنه يحسن لمنفعة المؤدَّب إما لدينه أو لدنياه أو لهما جميعاً (أو لدفع مضرة أعظم منه كالفصد والحجامة) والكي ونحوها كشرب الدواء الكريه