شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): في ذكر الآلام التي يقبح فعلها من العبد وكيف يكون الإنصاف من أهلها

صفحة 200 - الجزء 2

  الزيادة نزلت بالظالم لتعديه في حكم ربه وتناوله لما حرم الله عليه من ظلمه ومنع منه من غشمه فافهم هديت ما به قلنا فيما عنه سألت وشرحنا. انتهى.

  قال الإمام #: (ويمكن أن يجعله الله) أي الألم الحاصل بالجناية على صاحب الكبيرة (تعجيل بعض عقوبة) في حقه، وإذا كان كذلك (فلا يخبر) بأنه قد زيد في عذاب من جنى عليه (كما فعل الله تعالى ببني إسرائيل حين سلط عليهم بخت نصر، فقال تعالى: {فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا}⁣[الإسراء: ٥])، فإن تسليط بخت نصر عليهم والتخلية بينهم وبينه عقوبة لهم على ما اقترفوه من قتل أنبيائهم وسائر عصيانهم.

  قال في البرهان لأبي الفتح الديلمي #: المبعوث عليهم في هذه المرة الأولى جالوت وقيل بخت نصر، وفي المرة الثانية بخت نصر.

  وقال في الكشاف في تفسير قوله تعالى: {وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إسْرائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ}⁣[الإسراء: ٤]، قال: أولاهما قتل زكرياء # وحبس أرميا⁣(⁣١) حين أنذرهم سخط الله، والآخرةُ قتلُ يحيى بن زكرياء وقصد قتل عيسى بن مريم.

  والعباد الذين ذكرهم الله سبحانه في الآية سنحاريب وجنوده وقيل بخت نصر، وعن ابن عباس جالوت، قتلوا علماءهم وأحرقوا التوراة وخربوا المسجد وسبوا منهم سبعين ألفاً.

  وقال المرتضى محمد بن يحيى الهادي @ في جواب من سأله عن قتل يحيى بن زكريا @ فقال: فأما الذي نوقن به ونصححه فإنه صلى الله عليه لما أن وصل إلى الأكانع يدعوهم إلى الله سبحانه كان فيهم ملك جبار عنيد فجازت


(١) قال في هامش الأصل حاشية: هو ابن خلقيا، وقيل: هو الخضر.