شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): في ذكر الآلام التي يقبح فعلها من العبد وكيف يكون الإنصاف من أهلها

صفحة 201 - الجزء 2

  مرأة على فرس ذات جمال وهيئة قاصدة إلى الملك فقيل ليحيى #: إن هذه مرة⁣(⁣١) يفسق بها هذا الظالم وهي تختلف إليه للفجور فوثب إليها ~ فرماها بالحصى قال: يا عدوة الله تجاهرين بمعصية الله فوعظها مع كلام طرحه عليها؛ فلما أن دخلت على ملكهم دخلت غضبانة، فسألها عن خبرها؟ فأخبرته وامتنعت عن الوقوف عنده والانبساط إليه حتى يقتل لها يحيى ~؛ فأرسل الطاغية فنشره بالمنشار طلباً لرضاها، فلم يمنع الطاغية أحدٌ من أهل ذلك الدهر منه ولم ينكر فعله عليه، فأقام دمه # يغلي على الأرض دهراً.

  فلما أن ثار بخت نصر وظهر على البلد قال: ما بال هذا الدم الذي يغلى فقيل له: إنه على ما تعاين منذ دهرٍ وحين، فأعلموه بالسبب فقال: إن لهذا الدم لأمراً وشأناً فلأقتلن جميع أهل البلد فأقبل يقتلهم على الدم والدم يطفح على دمائهم ويغلي حتى قتل مائة ألف إلا واحداً والدم على حاله فقال: اطلبوا فقيل له لم يبق أحد من القوم فأمر بالطلب فلم يزالوا يطلبون حتى وجدوا رجلاً منجحراً في غار فضربوا عنقه على الدم فلما أن قتل سكن الدم عند كمال مائة ألف.

  فهذا ما صحح من خبره صلى الله عليه. انتهى.

  قال في الكشاف: فإن قلت: كيف جاز أن يبعث الله الكفرة على أولئك ويسلطهم عليهم؟

  قلت: معناه خلينا بينهم وبين ما فعلوا ولم نمنعهم كقوله تعالى: {وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا ...} الآية [الأنعام]. انتهى.

  قلت: وكقوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا ٨٣}⁣[مريم].

  قال الهادي # في جواب مسائل الحسن بن الحنفية في هذه الآية: وأما ما


(١) كذا في الأصل، وفي كتاب الإمام محمد بن يحيى @ المطبوع: امرأة.