شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[شبه للمجبرة في الأجل والجواب عليهم]

صفحة 220 - الجزء 2

  (قلنا) جواباً عليهم: (لا دليل على غيرهما)، أي غير المسمى المفروض من الله سبحانه والخرم الذي هو من فعل العباد (فلا يلزم) ما ذكروه من الآجال.

[شبه للمجبرة في الأجل والجواب عليهم]

  وقالت (المجبرة): قولكم إن القتل خرم للأجل المسمى (يكشف عن الجهل في حق الله تعالى، إذ قطع القاتل أجله) المسمى الذي زعمتم أن المقتول يصله لو لم يقتل.

  (قلنا): جواباً عليهم: (لا) يكشف عن جهل في حق الله تعالى البتة؛ (لأن الله سبحانه عالم بالبقاء) أي بقاء الحي إلى أجله المسمى (وبشرطه) أي شرط البقاء (وهو ترك الجناية) عليه من الجاني (و) هو تعالى عالم (بالقتل وشرطه) أي شرط القتل (وهو حصول الجناية) من الجاني عليه وعلمه تعالى سابق غير سائق (فلم يكشف عن الجهل في حقه تعالى إلا لو كان تعالى لا يعلم إلا البقاء وشرطه فقط) دون القتل وشرطه (ألا ترى أن قتل الخضر الغلام) الذي ذكره الله في الآية (لم يكشف عن الجهل في حقه تعالى حيث علم أنه يرهق أبويه طغياناً وكفراً لو تركه الخضر #) ولم يقتله كما أخبر الله فقد علم الله سبحانه بقاء الغلام وشرطه وهو عدم قتل الخضر له، وعلم قتله وشرطه وهو وقوع القتل عليه من الخضر # فلم يجهل سبحانه وتعالى أي الأمرين.

  (قالوا) أي المجبرة: (قال الله تعالى: {قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ}⁣[آل عمران: ١٥٤])، قالوا: وهذا يدل على أن الأجل واحد وأن المقتول لو لم يقتل لمات قطعاً.

  (قلنا: معنى) هذه (الآية) الكريمة (الشهادة للقتلى) الذين قتلوا بأحد (رحمهم الله) تعالى (بصدق إيمانهم) ورسوخ أقدامهم في الدين، (وبامتثالهم لأمر الله) [تعالى] وأمر رسوله وتوطين أنفسهم على الصبر على تأدية جميع فرائض الله.