شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): في ذكر فناء العالم وكيفيته

صفحة 257 - الجزء 2

  لأحد من الناس (تناوله).

  وقالت (الإباحية) وهم فرقة من الباطنية: (بل يحل كل ما علم من الدين تحريمه من الأموال والفروج، وقتل النفس بغير حق وغير ذلك) من المحرمات وسواء كانت عقلية أو شرعية وما جاء في الكتاب الكريم والسنة مما يدل على التحريم فإنهم يتأولونه على ما يوافق هواهم ويقولون إن له باطناً خلاف ظاهره.

  وقالت (المزدكية) وهم فرقة من الثنوية منسوبون إلى رئيس لهم يسمى مزدك ويزعمون أنه نبي وقد تقدم ذكرهم، (والصوفية) وقد تقدم ذكرهم أيضاً، فهؤلاء يقولون: (بل) يحل (كل ما علم من الدين تحريمه من الأموال والفروج وغير ذلك) من سائر المحرمات المعلوم تحريمها من دين النبي ÷ كالزنا واللواط والتدفيف والغناء والزمر والرقص وغير ذلك (إلا القتل) فإنهم لا يجيزونه.

  (قالوا: لأن المال مال الله) لا ملك للمخلوق فيه (والعبد عبد الله) فيحل لعبده تناول ماله.

  (و) قالوا: إن (تناول النكاح) من زنا وغيره (محبة لله لحلوله) تعالى عز وعلا (في المنكوح) بناء على أنه تعالى يحل في الصور الحسان (تعالى الله عن ذلك) علواً كبيراً.

  (لنا) عليهم جميعاً: (قوله تعالى: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ) وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ}⁣[المائدة: ٣]، هذه (الآية وغيرها) كقوله تعالى: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ ...} الآية [النساء: ٢٣]، وقوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا ...} الآية [آل عمران: ١٣٠]، (وقوله تعالى): {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ