شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): في الألطاف وحقيقتها وبيان أحكامها

صفحة 274 - الجزء 2

  وأما ما قرب من القبيح فلا يسمى في الاصطلاح لطفاً بل يسمى مفسدة.

  قال الإمام المهدي # في الغايات: وأما قسمة اللطف فله ثلاث: قسم الأولى إلى لطف توفيقٍ ولطف عصمةٍ ولطفٍ مطلقٍ، فالتوفيق هو اللطف الذي تفعل عنده الطاعة لا محالة من دون إلجاء.

  والعصمة هي اللطف الذي تترك لأجله المعصية لا محالة، واللطف المطلق هو ما كان المكلف معه أقرب إلى امتثال ما كُلِّف.

  الثانية ينقسم اللطف إلى ما هو من فعل الله تعالى كالآلام وإلى ما هو من فعل العبد كالصلاة وإلى ما هو من فعل غيره وغير الله تعالى وسيأتي تفصيل ذلك.

  الثالثة: ينقسم إلى واجب وهو الذي من فعل الله تعالى سواء كان لطفاً في واجب أو مندوب أو من فعلنا في واجب، وإلى مندوب وهو ما كان من فعلنا لطفاً في مندوب أو ترك مكروه. انتهى.

  قلت: وهذا بناء على أن الشرائع ألطاف، وأن الألطاف واجبة على الله تعالى وسيأتي إبطال ذلك إن شاء الله تعالى.

  وقال القاضي عبدالله بن زيد العنسي في المحجة البيضاء: اعلم أن المصلحة تسمى مصلحة وصلاحاً لما كانت جارية مجرى المنفعة فإنها مقدمة المنفعة العظيمة التي هي الثواب الدائم وتسمى لطفاً لما قربت من نيل الغرض، وتسمى إزاحة لعلة المكلفين.

  قال: وهذه الأسماء تنطلق عليها سواء فعل المكلف عندها الحسن وانتهى عن القبيح أم لا وتسمى توفيقاً إذا كان المكلف يختار عندها الطاعة ولا يخل بها وتسمى عصمة إذا كان المكلف ينزجر عندها من المعصية بحيث لا يفعلها أصلاً وذلك لأن التوفيق والعصمة أسماء مديح وتعظيم لا يطلقان إلا على من يستحقه وهو من يأتي بالطاعات ويتجنب المقبحات فيقال: هو مُوَفق ومعصوم وإن كان اسم المعصوم إنما ينطلق في الاصطلاح على من اعتصم عند اللطف من