(فصل): في الألطاف وحقيقتها وبيان أحكامها
  الكبائر مثل قولنا في رسول الله ÷ هو معصوم من الكبائر والمسَخِّفات من الصغائر والمباحات.
  ويجوز أن يطلق اسم التوفيق على المؤمن لما كان يختار طاعة الله عند الألطاف التي يفعلها له ø انتهى.
  واعلم أن الوجه في ذكر الألطاف هنا وإن كانت غير واجبة على الله سبحانه وتعالى كونها من تفضلات الله سبحانه التي فيها غاية العدل والحكمة كما ذكر في أصل التكليف.
  (و) حقيقة (الالتطاف) من المكلف هو (العمل بمقتضاه) أي بمقتضى اللطف الحامل على فعل الطاعة أو ترك المعصية وهو الفعل للطاعة والترك للمعصية.
  (و) أما حقيقة (الخذلان) فهو في اللغة ترك العون والنصرة وفي اصطلاح الشرع (عدم تنوير القلب بزيادة في العقل الكافي) في حسن التكليف تنويراً (مثل تنوير قلوب المؤمنين كما مر) ذكره في فصل الكلمات التي من المتشابه فعلى هذا الخذلان ضد تنوير القلب.
  وقال الإمام المهدي #: هو منع اللطف ممن لا يلتطف.
  قال: وتسميته حينئذ لطفاً مجاز إذ لا يلتطف به المخذول.
  قلت: ولا مانع من تسميته لطفاً حقيقة، وإن لم يفعل الملطوف فيه لأنه قد حصل معناه الحقيقي وهو التقريب ولهذا قالوا: ومن كان له لطف وفعل به فإنه لا يجب أن يؤمن لأن اللطف ليس بموجب للملطوف فيه وإلا وجب أن يزيل الاختيار ويرفع التكليف وإنما هو مقرب إلى الملطوف فيه فلا يلزم أن يؤمن عنده كل أحد. ذكره القاضي عبدالله العنسي في المحجة البيضاء.
  (و) حقيقة (العصمة) في اللغة: المنع عن الوقوع في الأمر المخوف وعليه قوله تعالى: {لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ}[هود: ٤٣]، قال في الصحاح: العصمة: الحفظة يقال: عصمته فانعصم واعتصمت بالله سبحانه إذا امتنعت بلطفه من المعصية.