شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[إثبات أن العقل عرض والجواب على من خالف في ذلك]

صفحة 92 - الجزء 1

  الأوصياء أكمل من الأئمة في العقول، وأفضل في الاعتقاد والقول، ثم للسابقين من الفضيلة على المقتصدين، مثل فضيلة الأنبياء على الوصيين، وللأئمة المتقدمين من العقل ما لا يكون لفضلاء المؤمنين.

  وأفضل الناس كلهم فضلاً وأكملهم ديناً وعقلاً محمد خاتم النبيئين، ~ وعلى أهل بيته الطاهرين.

[إثبات أن العقل عرض والجواب على من خالف في ذلك]

  قال #: (أئمتنا $ والمعتزلة: والعقل عرض) ركبه الله في قلب الإنسان يدرك به المدركات المعقولات وهي ما ينفرد بإدراكه العقل كعلوم التحسين والتقبيح العقليين، والمعلومات أي: المعلومات الشرعية فإنها لا تدرك كلها إلا بواسطة العقل؛ ولهذا سقطت الشرعيات عن زائل العقل كما أن البصر عرض ركبه الله في الحدقة لإدراك المرئيات، وحقيقة العرض ما يعرض في الجسم ولا يبقى كبقائه.

  قال الإمام المتوكل على الله أحمد⁣(⁣١) بن سليمان # في كتاب الحقائق: وإنما بدأنا بالعقل؛ لأنه أكبر الآلات، وبه تعرف المعارف كلها وجميع المعلومات، وأصل العقل العلم.


(١) هو الإمام المتوكل على الله أبو الحسن أحمد بن سليمان بن محمد بن المطهر بن علي بن الإمام الناصر لدين الله أحمد بن الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم $، قيامه: سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة اجتمع لديه من سلالة الوصي # ثلاثمائة رجل من أهل البسالة والعلم ومن سائر العلماء ألف وأربعمائة رجل واستفاض على جميع اليمن وخطب له بينبع وخيبر وانقادت لأحكام ولايته الجيل والديلم. وله كرامات بينات منها الملحمة التي رواها عبدالله بن محمد الطبري عن الهادي يرفعه إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عن رسول الله ÷ وذكر القائمين من ذرية رسول الله ÷ وما يكون منهم ومن أعلامهم في الدولتين إلى أن انتهى إلى الإمام أحمد بن سليمان فذكر بيعته وصفته وما يكون من أمره إلى نهايته. توفاه الله في شهر ربيع الثاني سنة ست وستين وخمسمائة عن ست وستين سنة. (التحف للإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي # باختصار).