(فصل): في الفرق بين الرسول والنبيء
  قال #: قال (المهدي) أي الإمام المهدي (# والبصرية) من المعتزلة (وهو ظاهر كلام القاسم #: ويصح أن يكون النبي نبياً في المهد) أي وقت الطفولة والمهد الفراش الذي يمهد أي يبسط للصبي.
  قالوا: والدليل على ذلك قوله تعالى في عيسى #: {وَجَعَلَنِي نَبِيًّا ٣٠}[مريم]، وظاهر الآية أنه نبي في تلك الحال ولا مانع من الحمل على الظاهر فوجب المصير إليه.
  وقال أبو القاسم (البلخي: لا يصح) أن يكون النبي نبياً في المهد لأن الطفولية منفرة عنه.
  قال: وأما كلام عيسى # فإنما كان إرهاصاً لنبوته بعد تكليفه كقتل عصا موسى للتنين في وقت رعيه لغنم شعيب @ وكتظليل الغمام لنبينا محمد ÷ وقت خروجه مع أبي طالب(١) إلى الشام في تجارته قبل مبعثه ÷.
(١) عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم، القرشي، أبو طالب،. عم رسول الله ÷، ووالد أمير المؤمنين علي، وهو كافل رسول الله ÷ ومربيه، وناصره، كان من أبطال بني هاشم، ورؤسائهم، ومن الخطباء العقلاء الأباة، نشأ النبي ÷ في بيته، ولما أظهر الدعوة إلى الإسلام همت قريش بقتله فحماه وصدهم عنه، واستمر على ذلك إلى أن مات، فقال رسول الله: «ما نالت مني قريش شيئاً أكرهه حتى مات أبو طالب». (معجم رجال الاعتبار باختصار). وقال في التحف للإمام مجدالدين بن محمد المؤيدي # وقد حكى الإجماع على إيمانه خمسة من أعلام أهل البيت وأولياؤهم منهم: الإمام الأعظم المنصور بالله عبدالله بن حمزة @ في جوابه على ابن المعتز العباسي بقوله:
حماه أبونا أبو طالبٍ ... وأسلم والناس لم تسلم
وقد كان يكتم إيمانه ... فأما الولاء فلم يكتم
والقاضي جعفر بن عبد السلام، والشيخ الحسن - والفقيه حميد الشهيد - والحاكم صاحب التهذيب، وقال أبو القاسم البلخي يعني ممن ذهب إلى إيمانه: أبو جعفر الإسكافي، والقرطبي، والشعراني وغيرهم.
وقوله:
ألم تعلموا أنا وجدنا محمداً ... نبياً كموسى والمسيح بن مريم
=