شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

فصل في معرفة فضل الملائكة على الأنبياء $

صفحة 343 - الجزء 2

  قال الإمام المهدي #: ولعله يقول إنه لم يستمر على الكلام بل رجع إلى حال الأطفال حتى بلغ وقت تكليمهم فتكلم فلما كمل عقله بعث رسولاً.

  قلت: ومثل هذا ذكره الإمام القاسم بن علي العياني # وغيره، وذكره أيضاً الزمخشري في الكشاف.

  قال #: (قلت: وهو الأقرب) يعني أن كلام أبي القاسم أقرب إلى الصواب؛ (لأن النبوءة تكليف) بل من أشد التكاليف (ولا تكليف على من في المهد لعدم التمييز) من الصبي الذي في المهد (و) عدم (القدرة) منه على فعل ما كلف به (إلا أن يجعلهما) أي التمييز والقدرة (الله له) في وقت المهد (فلا بأس) بذلك (لأن الله على كل شيء قدير)، وما ذكره # هو الحق وهو مراد القائلين بنبوءة عيسى # في المهد.

فصل في معرفة فضل الملائكة على الأنبياء $

  (و) اعلم أن (الملائكة À أفضل من الأنبياء $) على معنى أن ثواب أدنى ملك أكثر من ثواب أفضل الأنبياء $ وهذا هو قول أهل البيت $ وقول شيعتهم والمعتزلة.


= رواه ابن هشام، وابن أبي الحديد، وصاحب الاكتفاء، وقد رد المنصور بالله والمعلوم أن أبا طالب وعبد المطلب وهاشماً لم يعبدوا الأوثان، ويكفي في ذلك قول أبي طالب:

وبالغيب آمنا وقد كان قومنا ... يصلُّون للأوثان قبل محمد

وقد قال أمير المؤمنين علي #: (وما عبد أبي ولا جدي عبد المطلب ولا هاشم ولا عبد مناف صنماً قط، كانوا يصلون إلى البيت على دين إبراهيم الخليل متمسكين به)، رواه أبو العباس الحسني بسنده إلى علي #. وقال أبو طالب للنبي ÷: ما أشد تصديقنا لحديثك وأقبلنا لنصحك ... إلى أن قال: وبالغيب آمنا ... إلخ. وقد روي عن علي بن محمد الباقر أنه سئل عما يقول الناس في إيمان أبي طالب، فقال: لو وزن إيمان أبي طالب وإيمان هذا الخلق لرجح إيمانه، ثم قال: ألم تعلموا أن أمير المؤمنين علياً # كان يأمر أن يحج عن عبدالله وأبيه وأبي طالب في حياته ثم أوصى في وصيته بالحج عنهم. (انتهى بلفظه).