فصل في معرفة فضل الملائكة على الأنبياء $
  وقالت (الأشعرية وغيرهم: بل الأنبياء أفضل) من الملائكة.
  وقالت الإمامية: بل الأنبياء والأئمة أفضل من الملائكة.
  وقيل: بل الأنبياء والمؤمنون أفضل.
  ومنهم من توقف في التفضيل وهو مروي عن الإمام عزالدين بن الحسن بن الإمام علي بن المؤيد $.
  ومنهم من فضل نبينا ÷ خاصة.
  (لنا) حجة عليهم: (قوله تعالى): {عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ (لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ٦}[التحريم: ٦]، ولا شك في) وقوع (خطايا الأنبياء $(١)) أي الصغائر على جهة السهو والخطأ لا على جهة العمد كما يأتي بيانه إن شاء الله تعالى بخلاف الملائكة $ فإنهم لا يعصون الله البتة كما أخبر الله سبحانه.
  ولنا قوله تعالى: {قل لَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ لكم إِنِّي مَلَكٌ}[الأنعام: ٥٠]، والمعلوم أن كونه ملكاً صفة زائدة على النبوة في المرتبة كما في الصفتين اللتين قبلها وهما كون خزائن الله عنده وكونه يعلم الغيب.
  (و) لنا أيضاً: (قوله تعالى حاكياً) عن إبليس اللعين: ({مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ) أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ ٢٠}[الأعراف]، أي إلا كراهة أن تكونا ملكين هذا تأويل صاحب الكشاف.
  وقال الهادي #: إن حرف النفي مقدر هنا وهو لفظ «لا» وتقديره: إلا أن لا تكونا ملكين، قال #: ومن ذلك قوله تعالى: {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ}[البقرة: ١٨٤]، أي وعلى الذين لا يطيقونه فدية طعام مساكين،
(١) في المتن: À.