[إثبات أن العقل عرض والجواب على من خالف في ذلك]
  وهو عرض ومحله القلب. أجمع الموحد والملحد على أن العقل هو العلم وأنه عرض إلا فرقة من الزيدية وهم أصحاب مطرف(١) بن شهاب فإنهم قالوا هو القلب. انتهى
  وقوله: أجمع الموحد والملحد على أن العقل هو العلم أي: عرض يعلم به فكأنه علم.
  وأصل العقل المنع ومنه سمي عقال البعير؛ لأنه يمنعه من الذهاب والمعقل للحصن لأنه يمنع من التجأ إليه، وله معان غير ذلك في اللغة.
  وله أيضاً أسماء مترادفة كالحجى والحجر واللب والنُّهى.
  وقالت (المطرفية: بل) العقل (هو القلب) وهو المضغة المعروفة.
  قال السيد حميدان #: وكلام المطرفية بناء منهم على أصلهم الباطل أن صفة الجسم هي الجسم.
  واستدلوا بقوله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ}[ق: ٣٧]، أي: عقل.
  قلنا: المراد لمن كان له قلب يعقل به كما قال تعالى: {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا}[الحج: ٤٦]، فدل سبحانه وتعالى على أن العقل غير القلب بقوله: «يعقلون بها» فالقلب سبب ومحل لحصول العقل فيه.
  يزيده وضوحاً قوله تعالى: {أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ٢٤}[محمد]، وقوله تعالى: {لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ ٤٣}[إبراهيم]، أي: وقلوبهم خالية عن
(١) قال في مطلع البدور: هو مطرف بن شهاب بن عمرو بن عمرو بن عباد الشهابي من بني شهاب حيدان من بلاد القد من بلاد خولان قضاعة. انتهى. وقال الإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي # في التحف: اعلم أيها المطلع وفقنا الله وإياك أن مطرف بن شهاب هو رأس الفرقة الغوية المطرفية التي كفرها أعلام الأئمة وعلماء الأمة منهم الإمام أبو الفتح الديلمي والإمام أحمد بن سليمان والإمام عبدالله بن حمزة $ والسلف والخلف من أهل البيت وأتباعهم من الفرقة الموحدة الزيدية.