فصل في معرفة فضل الملائكة على الأنبياء $
  السَّمَاءِ الْعُلْيَا أَعْنَاقُهُمْ وَالْخَارِجَةُ مِنَ الْأَقْطَارِ أَرْكَانُهُمْ وَالْمُنَاسِبَةُ لِقَوَائِمِ الْعَرْشِ أَكْتَافُهُمْ نَاكِسَةٌ دُونَهُ أَبْصَارُهُمْ مُتَلَفِّعُونَ تَحْتَهُ بِأَجْنِحَتِهِمْ مَضْرُوبَةٌ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَنْ دُونَهُمْ حُجُبُ الْعِزَّةِ وَأَسْتَارُ الْقُدْرَةِ لَا يَتَوَهَّمُونَ رَبَّهُمْ بِالتَّصْوِيرِ وَ لَا يُجْرُونَ عَلَيْهِ صِفَاتِ الْمَصْنُوعِينَ وَلَا يَحُدُّونَهُ بِالْأَمَاكِنِ وَلَا يُشِيرُونَ إِلَيْهِ بِالنَّظَائِرِ» إلى آخر كلامه #.
  قال الإمام المهدي #: احتج الخصوم بوجوه منها قوله تعالى للملائكة: {اسْجُدُوا لِآدَمَ}[طه: ١١٦]، والرفيع لا يسجد لمن دونه.
  ومنها: أن الله تعالى علم آدم ما لم يعلمه الملائكة حيث علمه الأسماء كلها ولا شك أن الأعلم أفضل من غير الأعلم.
  ومنها: أن الملائكة حفظة على الآدميين والحارس مرتبته دون مرتبة المحروس.
  ومنها: أنه ورد في بعض الآثار أن بعض الملائكة عصى فأذهب الله ريشه وبقي مسخوطاً عليه فشكا على النبي ÷ ليلة الإسراء فألهمه الصلاة عليه ومداومتها فرد الله عليه ريشه ورجع إلى مرتبته.
  ومنها: أن الله تعالى قد جعل الملائكة من جملة جند رسول الله ÷ يوم بدر ويوم فتح مكة ولا شك أن أمير الجند أعلى مرتبة من الجند.
  ومنها: أن جبريل # ليلة الإسراء كان على صفة الخادم لرسول الله ÷ وهو ÷ على صفة المخدوم.
  قال: والجواب والله الموفق: أما سجود الملائكة فلم يكن لآدم # عندنا، وإنما كان لله تعالى لما رأوا عند تصويره آدم ونفخ الروح فيه استعظموا اقتداره سبحانه على تلك الخليقة فسجدوا إجلالاً لله وخضوعاً.
  قال: هذا معنى ما أجاب به أصحابنا، وفيه ضعف عندي؛ إذ لو كان كذلك لما تكبر إبليس عن السجود ولا قال: أنا خير منه؛ إذ لا فضل لآدم بمجرد السجود على هذا الوجه.