شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

فصل في معرفة فضل الملائكة على الأنبياء $

صفحة 347 - الجزء 2

  قال: والأولى أن يقال: إن الله سبحانه أمرهم أن يجعلوا آدم # قبلةً لسجودهم تعظيماً كما جعلت الكعبة قبلة لسجودنا وعليه يحمل سجود يعقوب # والأسباط ليوسف.

  قال: ولو قيل إن الله تعالى أمرهم بتعظيم آدم بتلك السجدة خضوعاً لآدم وتذللاً لم يبعد ولا يسمى عبادة لعدم استمرارها وعدم العزم على معاودتها.

  قال: وهذا الجواب أولى مطابقة لظاهر قوله تعالى: {فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ ٧٢}⁣[ص]، ولما اقتضاه تكبر إبليس عن السجود.

  قلت: السجود هو غاية الخضوع والتذلل والاستعباد ولا يكون ذلك إلا للمالك المنعم وهو الله رب العالمين، فالأولى في الجواب ما ذكره # أولاً، وقد ذكر مثله الهادي والقاسم والمرتضى وغيرهم من أئمة أهل البيت $.

  قال الإمام القاسم بن علي العياني # في جواب من سأله: اعلم أن الله سبحانه ندب ملائكته وإبليس اللعين إلى السجود لآدم والمعنى لسبب خلق آدم شكراً لخالقه ولما أراهم من بديع صنعته إذ خلقه تراباً ثم رده بشراً حياً واعياً حسناً بهياً فسجد الملائكة شكراً لخالقهم ولما أمرهم به وعصى إبليس اللعين حسداً لآدم وبغضاً ... إلى آخر كلامه #.

  وأما قوله #: لو كان كذلك لما تكبر إبليس عن السجود إلى آخره فإنا نقول: لما صور الله تعالى آدم # ونفخ فيه الروح وأمر الملائكة $ بالسجود له تعالى من جهته اقتضى ذلك تعظيم آدم # وعلو قدره عند الله سبحانه فكان تكبر إبليس لما فهم من ذلك.

  قال #: وأما الوجه الثاني فجوابه وجواب بقية الوجوه واحد وهو أن الأفضلية إذا كان⁣(⁣١) المرجع بها إلى كثرة الثواب فلا تنافي بين تلك المراتب كلها


(١) كذا في الأصل، وفي (ب): كانت.