فائدة:
  وبين زيادة ثوابهم على ثواب الأنبياء، وأنه يجوز أن يكون الحافظ والمشفوع له والجندي والخادم أكثر ثواباً في الآخرة ولا عبرة بتعظيمهم لجواز أن أمرهم بذلك كأمرهم بالعبادات المفروضة عليهم ألا ترى أن سجود يعقوب ليوسف لا يقتضي أن يوسف # أفضل من يعقوب كذلك هذا. انتهى.
  قلت: أما قول من زعم أن إبليس من الملائكة فواضح البطلان لأن الله سبحانه وتعالى قال: {كَانَ مِنَ الْجِنِّ}[الكهف: ٥٠]، وإنما أُمِرَ بالسجود مع الملائكة لما كان معموراً بينهم.
  وأما رواية معصية الملَك ونتف ريشه فلا شك في كونها مكذوبة لمصادمتها الآيات، وكذلك ما زوّرت الحشوية من القصة في هاروت وماروت مع الزهرة فلا ينبغي أن يُرقم في كتاب والله سبحانه أعلم.
فائدة:
  قال الإمام المهدي: اعلم أن الأفضلية بين الأشخاص لا يمكن الاستدلال عليها بالعقل إذ لا سبيل للعقل إلى مقادير الثواب والعقاب.
  قلت: قال الإمام عزالدين #: معرفة الأفضلية ممكنة بمعرفة الفضائل لأن معرفة السبب دليل على حصول المسبب وهذا حق.
  قال الإمام المهدي #: وأما الأفضلية بين الأعمال فهي أنواع بمعنى الأكثر ثواباً كما يقال: العلم أفضل من الجهاد أي أكثر ثواباً فهذا لا سبيل إليه إلا السمع.
  ونوع بمعنى الأكثر نفعاً، وهذا يمكن معرفته بالعقل كما يقال: التجارة أفضل من الإجارة أي أكثر نفعاً.
  ونوع بمعنى الأشرف عند الناس كما يقال: الخياطة أفضل من الحياكة أي أشرف عند الناس وهذا يمكن معرفته بالعرف.