فائدة أخرى:
فائدة أخرى:
  قال الهادي # في جواب من سأله: وسألت من أي شيء خُلِقت الملائكة، ومن أي شيء خلقت الشياطين؟
  الجواب في ذلك: أن الملائكة فيما سمعنا وبلغنا - والله أعلم وأحكم - خلقت من الريح والهواء.
  وأما الشياطين فخلقت مما قال الله وحكى من مارج من نار.
  والمارج فهو: خالص لهب النار، والذي هو يمرج من لهبها، وينقطع في الهواء منها عند ارتفاع اللهب وعلوه، فيذهب في الهواء قطعاً قطعاً، وينفصل في(١) اللهب تفصيلاً يستبان ذلك ويعرف عند تأجج النار وتوقدها، وعظمها وارتفاع لهبها. فعند ارتفاع اللهب وعلوه، يخلص خالصه، ويمرج مارجه، وينقطع المارج من اللهب، وينفصل مارج النار من لهبها، ويذهب في الهواء منقطعاً، وذلك فهو مارج النار الذي ذكر الرحمن أنه خلق منه الجان.
  والجان فهو: الجن، والجن فهي الشياطين، وإنما سميت جاناً وجناً لاستجنانها عن أبصار الآدميين، واستجنانها فهو غيبتها، فلما كانت بغيبتها مستجنة سميت باستجنانها جاناً. ألا تسمع كيف قال إبليس في آدم #: {أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ ١٢}[الأعراف]، فهذا دليل على ما به قلنا، وأدل منه قول الله تبارك وتعالى: {وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ ١٥}[الرحمن].
  (ونبينا ÷ أفضل من سائر الأنبياء À لأدلة) كثيرة (لا يسعها هذا الكتاب) منها الإجماع على ذلك.
  و (منها: قوله ÷: «أنا سيد ولد آدم ولا فخر»(٢)).
(١) كذا في الأصل، وفي كتاب الإمام الهادي #: من.
(٢) رواه الامام الرضا (ع) في الصحيفة والإمام الحسين بن القاسم العياني في تفسيره والمرشد بالله # في الأمالي والإمام الحسن بن بدر الدين # في أنوار اليقين ومحمد بن سليمان الكوفي في =