شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[لا يجوز ظهور المعجز لغير نبي]

صفحة 357 - الجزء 2

  في أسفاره قبل النبوءة وغير ذلك؟

  (وظاهره) أي ظاهر قول أبي القاسم (الإطلاق) أي سواء كان معرفاً بالنبوءة أم لا.

  قال #: (قلت وبالله التوفيق: لا دليل) على أن المتقدم على النبوءة معجز لذلك النبي المتأخر (لما مر) من أنه لا يكون معجزاً إلا إذا عرف بالنبوءة أما إذا لم يعرف بالنبوءة فلا نعلم كونه معجزاً لجواز أن يكون آية من آيات الله سبحانه لم يقصد بها صحة دعوى النبوة وذلك واضح.

  وقالت (البصرية: لا يجوز تقدمه) أي تقدم المعجز (وظاهره الإطلاق) سواء كان معرفاً أو لا.

  قالوا: لأنه يكون عبثاً والعبث قبيح.

  قال #: (قلت) وبالله التوفيق: لا وجه لادعائهم قبحه إذ قد (حصلت الشهادة) من ذلك المعجز المتقدم المعرف بنبوته أي نبوة ذلك النبي الذي تقدم معجزته فهو حينئذ (كالمقارن) للدعوى (إن عرف) بالنبوة مع أنه لو لم يعرف بالنبوة أيضاً فلا وجه لجعله قبيحاً لجواز أن يقصد به الإرهاص أو غيره من المصالح التي يعلمها الله سبحانه، وجهل من جهل وجه الحكمة فيه لا يصيره عبثاً قبيحاً.

[لا يجوز ظهور المعجز لغير نبي]

  قال (أئمتنا $ والبهشمية) أي أبو هاشم ومن تبعه: (ولا يجوز) ظهور المعجز (لغير نبي) إذ لو ظهر لغير نبي لأدى إلى لبس المحق بالمبطل وذلك قبيح لا يجوز على الله سبحانه.

  وقالت (الإمامية: بل يجب ظهوره للإمام) لأنه عندهم كالنبي بل أعظم لأنه لا بد أن يعلم الغيب كما سيأتي ذكره.

  وقال (عباد) بن سليمان: (بل يجوز ظهوره على حجج الله في كل زمان).