شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[لا يجوز ظهور المعجز لغير نبي]

صفحة 358 - الجزء 2

  قال الإمام المهدي #: يعني على أشخاص صالحين جعلهم الله حجة على خلقه أي يلزمهم اتباعهم لما يظهر لهم من الكرامات دلالة على أنهم محقون غير مبطلين.

  قال: وعنده لا يخلو زمان من حجة على أهله.

  وقالت (الملاحمية) وهم الشيخ محمود الملاحمي ومن تبعه (وظاهر كلام) الإمام (المهدي) أحمد بن يحيى (# والحشوية: بل يجوز) ظهوره (للصالحين) كما قد وقع ذلك كثيراً.

  أما الإمام المهدي # فقال: قلت: أما ظهوره على الصالحين فلا يمتنع عندي فيما يدخله بعض لبس لا الخوارق الباهرة كفلق البحر وقلب العصا حية لما فيه من حط مرتبة الأنبياء $ وكذلك لو أخبر به على القطع وعين وقت وقوعه لم نُجَوِّز وقوعه مطابقاً لدعواه بحيث لا يخالف شيئاً منها لما فيه من حط مرتبة الأنبياء $.

  وأما غيره ممن جوزه على الإطلاق فقالوا: ليس ذلك حطاً من مرتبة الأنبياء لما كان الصالحون داعين إلى إجابتهم ومعترفين لهم بالفضل فتعظيمهم بالمعجزات تعظيم للأنبياء $ كما أن إكرام خادم الإنسان إكرام لذلك الإنسان.

  وقالت (الأشعرية: بل يجوز) ظهوره (للكفار) كما يجوز للصالحين، (و) كذلك (من يدعي الربوبية) فيجوز ظهوره عليه كفرعون والنمرود بناء على أصلهم أنه لا يقبح من الله قبيح (لا) من يدعي (النبوءة كاذباً) كمسيلمة الكذاب ونحوه لأنه يكون تصديقاً للكاذب في دعوى النبوءة وفيه هدم الشرائع وهذا منهم مناقضة ظاهرة؛ إذ قد حكموا بأنه لا يقبح من الله قبيح وأنه يجوز إثابة الكفار وتعذيب الأنبياء فلم لا يجوزوا ظهور المعجز على مسيلمة ونحوه ويكفيك في فساد مذهبهم تناقضه.