شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): في ذكر المعجز وحقيقته

صفحة 360 - الجزء 2

  دالاً على صدقه (وليس الوحي) من الله سبحانه (إلا للأنبياء $ إجماعاً)، فثبت بذلك أن المعجز لا يكون إلا للأنبياء $.

  قال (أئمتنا $: وكرامات الصالحين) من أهل البيت $ وغيرهم (من نحو إنزال الغيث وإشفاء المريض وتعجيل عقوبة بعض الظالمين الحاصلة بسبب دعائهم ليست بمعجزات) لهم وإن كانت خارقة للعادة وإنما هي كرامات لهم وذلك (لعدم حصول شرط المعجز فيها) وهي التعريف بالنبوة أو وقوعها بعد الدعوى مطابقة كما مر ذكره (وإنما هي إجابة من الله لدعائهم) تكريماً لهم وتشريفاً لما هم عليه من خالص الإيمان واتباع ما يرضي الرحمن ومجانبة دواعي الشيطان و (لأن الله تعالى قد تكفل لهم بالإجابة) بقوله تعالى: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}⁣[غافر: ٦٠]، وكما ورد به الأثر عن النبي ÷ ولما في ظهور ذلك من المصالح العظيمة كتعظيم الصالحين وصرف الأسواء عنهم والتطاف كثير من الناس بذلك والقبول لما أمروا به من الطاعات والانتهاء عما نهوا عنه من المقبحات وغير ذلك.

  وما جاء من الكرامات للأئمة والصالحين فكثير لا يحصى وظاهر معلوم لا يخفى.

  قال #: (ولعل مراد الإمام المهدي # بما مر) من قوله إنه يجوز ظهور المعجز على الصالحين (هذه الكرامات) التي ذكرناها وسماها معجزاً على سبيل التسامح.

  قلت: وهذا حق يدل عليه قوله # فيما سبق أما لو أخبر به أي الصالح على القطع وعين وقت وقوعه لم نُجوِّز وقوعه مطابقاً لدعواه بحيث لا يخالف شيئاً منها لما فيه من حط مرتبة الأنبياء $ (فإن ادعاه) أي المعجز أحد لادعائه النبوءة وهو (كاذب) في دعواه النبوءة (كفى) في تكذيبه (تخلفه) أي تخلف ما ادعاه من المعجز.